كانت رحلة الإسكندر الأكبر إلى مصر القديمة خلال منتصف القرن الرابع قبل الميلاد لحظة محورية في التاريخ، تميزت بالتقارب العميق بين الحضارات. وعلى الرغم من تاريخ مصر الطويل، الذي يمتد لآلاف السنين، إلا أن مصر كانت خاضعة للحكم الفارسي بحلول وقت وصول الإسكندر. . ومع ذلك، كان نهجه مختلفًا بشكل ملحوظ عن نهج الغزاة السابقين.
عند وصوله إلى مصر، لم يُستقبل الإسكندر بالعداء، بل تم الترحيب به كمحرر محتمل من قبل الشعب المصري. لعب احترامه الاستراتيجي للعادات المحلية والمعتقدات الدينية دورًا حاسمًا في تشكيل هذا الاستقبال، وفقًا لـ Ancient Origin.
وقد جسد تبجيله لثور أبيس المقدس في ممفيس فهمه لأهمية الممارسات الدينية المصرية. ومن خلال دمج نفسه في هذه التقاليد، سعى الإسكندر إلى إقامة علاقة مع الشعب المصري وتقديم نفسه كحاكم محسن بدلاً من تقديمه كطاغية منتصر. .
- ماذا كشفت الحفريات عن صالة الألعاب الرياضية في أولمبيا اليونانية؟
- أكبر معارضه عالميًا.. أعمال بانكسي متاحة للجمهور لأول مرة فى متحف كندي
علاوة على ذلك، أكد ترميم الإسكندر للمعابد والآثار المصرية التزامه باحترام التراث الثقافي للبلاد، وعكست أفعاله فهمًا دقيقًا للدبلوماسية الثقافية، بهدف سد الفجوة بين الغزو المقدوني والحضارة المصرية.
يقول عبد الرحمن الرافعي في كتابه تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة من فجر التاريخ إلى الفتح العربي: فرح المصريون بهزيمة الفرس، ولم يجدوا منقذهم إلا في الإسكندر المرئي ولم ينسوا أن الفرس استولوا على عرش مصر من آخر ملوك الفراعنة وأقاموا حكما أجنبيا بغيضا أهان كرامة بلادهم التي ثاروا عليها ثلاث مرات لم يكن لهم
كان الإسكندر يحترم ديانة المصريين وعاداتهم وتقاليدهم، ولم يكتف بذلك فحسب، بل توج نفسه بتاج فرعوني في معبد بتاح بمدينة ممفيس، مقلدًا الفراعنة القدماء في ما فعلوه عندما صعدوا. عرش مصر.
وبما أن المصريين استخدموا الكبش المقدس رمزًا للإله آمون، فقد أمر الإسكندر برفع قرون “آمون” فوق رأسه. ولعل هذا التصوير هو الذي دفع بعض المؤرخين العرب إلى تسميته بالإسكندر ذي القرنين.
استمر العصر اليوناني في تاريخ مصر نحو ثلاثة قرون، وبعد أن نجح الإسكندر الأكبر في هزيمة الفرس في آسيا الصغرى، غزا مصر عام 332 قبل الميلاد وتوج الفرس منها ووضع أساس مدينة الإسكندرية. ثم زار معبد آمون بواحة سيوة. وتمتع بشهرة عالمية واسعة في ذلك الوقت.