اليوم ذكرى رحيل الشاعر العربي الكبير أمل دنقل (1940-1983) المعروف في الأوساط العربية بشاعر الرفض المزاجي الثوري الذي لم يعرف مفرداته ولا أدواته، ولم يكن إلا صاحب فلسفة ورؤية جعلته مميزا، غير توفيقي أو راضي عن الفن والجمال، يقول “لا” حتى لو قال العالم كله “نعم”. ليعيش بيننا حتى الآن، رغم مرور 41 عاماً على رحيله.
- 152 عاما على افتتاح متحف المتروبوليتان للفنون فى نيويورك.. يحوى آثارا مصرية
- اغتيال يوسف السباعي في قبرص.. القصة الكاملة
- مجلة السياسة الدولية تلقي الضوء على المرتكزات المصرية لحل الأزمة الفلسطينية
كانت ولا تزال قصائد أمل دنقل من أقوى القصائد التي كتبت لرفض الواقع جذريا، وربما تلاشت تدريجيا بعد وفاته مع دخول عصر القصيدة التي كانت مستهلكة وأكثر قبولا على المستوى الشعبي، لكنها بقيت، حتى . فعادت إلى مجدها، خاصة بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو. أعيد اكتشاف شعر دنقل، وتحولت قصائده إلى رسومات جرافيتي ملأت شوارع القاهرة، وكأنه يتحدى الزمن كما تحدى الموت من قبل. . ويذكر الدكتور جابر عصفور أن شعر دنقل خلال سنوات مرضه الأربع لم يتضمن أي شكل من أشكال الدعاء، بل صور متعددة ورائعة للمقاومة والقوة غير العادية، حوّل الموت الذي عاشه فعلياً إلى موضوع للتأمل.
- 152 عاما على افتتاح متحف المتروبوليتان للفنون فى نيويورك.. يحوى آثارا مصرية
- العثور على تمثال تنين مزخرف في سور الصين العظيم
- مجلة السياسة الدولية تلقي الضوء على المرتكزات المصرية لحل الأزمة الفلسطينية
ورغم أن أمل جاء من أقصى الجنوب، إلا أن شعره يبدو حضريا، مليئا بالمفاهيم الحضرية مثل الوطن والتعدد العرقي والثقافي. وكان أيضًا مدركًا تمامًا للقومية. دكتور شاعر، فالإسكندرية كانت لها جنسيات في الماضي تعدد أدباء أجانب من اليونان وإيطاليا، كلهم شكلوا وعي أمل دنقل وجعلوه شاعرا حضريا ذا طابع حضري يغلب عليه، وما زالت بعض بقاياه حاضرة. متأصلة فيه نتيجة نشأته الريفية.
ورغم أن أمل دنقل كان مؤيدا لالتزام الشاعر، إلا أنه كان أيضا ضد التزامه، وكان يعارض انتماء الشاعر إلى حزب سياسي أو جماعة سياسية، فالشاعر ليس ناطقًا باسم أحد، وهناك أيضًا تناقض . إذا كانت السياسة فن الممكن فإن الشعر هو فن المستحيل، وهي ليست سياسة أبدا، بينما يطالب الشاعر بما يبدو مستحيلا لتحقيق التنظيم فهو دائما أضعف الشعراء ويجب أن يتمتع الشاعر بالحرية المطلقة والكاملة، والتزام الشاعر نابعة من ضميره وفكره.
وهذا ما يوضحه جابر عصفور في كتابه “قصيدة الرفض.. قراءة في شعر أمل دنقل” بالقول إنه رغم أن قصائد دنقل تبدأ بالسياسة، إلا أنها بحسب مفهوم أمل للشعر تتوسع إلى مجالات ملحة أخرى في الوجود الإنساني فإنه “يجب أن يرفض الواقع دائمًا، حتى لو كان هذا الواقع جيدًا؛ لأن الشاعر يحلم بواقع أفضل من واقعه، وبناء على ذلك ظلت قصائد أمل مشتعلة بالرفض السياسي والاجتماعي، ولم تقتصر اتجاهات الرفض على الحياة المصرية، بل على حد تعبير عصفور، استخدمت الاجتماعية المصرية. . النموذج السياسي كمثال للنماذج العربية الأخرى في جميع أنحاء العالم العربي.
- زينة في الرخاء وعدّة في الشدة.. كيف ورد مفهوم الصديق في كتب التراث
- العثور على تمثال تنين مزخرف في سور الصين العظيم
- الشيخ الأحمر.. رواية جديد للروائى اللبناني عباس بيضون عن دار الشروق
وفي النهاية، قالت أمل قبل أن تغادر عالمنا: “أنا لا أخاف من الموت على الإطلاق، ولكن أي نوع من الموت هو أليس انفصال الروح عن الجسد يرسل إلى الميدان دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى يتمكن من الفوز”. . هناك موت مريض وملل، مثل الحياة التي يعيشها الكثيرون في مدن الصفيح والميكنة الفارغة، هناك موت مع الندم والعجز يومياً.. لكن الموت بمعنى خروج الروح من الجسد لا يعني ذلك. إنه يخفيني، أفكر فيه، وجزء كبير من مقاومتي للمرض هو الموت. إلى الله.”