سوريا تعدم الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين.. هل كان رأفت الهجان وراء كشفه؟

وفي 18 أيار/مايو 1965، أعدمت سوريا الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، بعد 4 سنوات قضاها في دمشق للتجسس لصالح جيش الاحتلال. وتباينت الروايات حول اعتقاله، ومنها القصة المصرية.

وبحسب كتاب “دماء على أبواب الموساد: اغتيالات علماء العرب” للدكتور يوسف حسن يوسف، فإن القبض على إيلي كوهين جاء بمحض الصدفة، وقد حدث على يد العميل المصري في إسرائيل رفعت الجمال. / رأفت الهجان الذي رآه ذات مرة خلال سهرة عائلية حضرها مسؤولون في الموساد، عرفه عليه وأنه رجل أعمال إسرائيلي في أمريكا، والذي وقدم تبرعات مالية لإسرائيل، وعندما زار “الجمال” طبيبا شابا اتصل بصديقته من أصل مغربي ليلى في منزلها، شاهد صورة إيلي مع زوجة جميلة وطفلين. فسألها عنه، فأجابت أنه إيلي كوهين، زوج شقيقتها نادية الموفد للعمل في بعض السفارات الإسرائيلية في الخارج.

وظل الجمل يشكك في ذلك الرجل حتى رأى صورته في أكتوبر 1965، عندما كان في رحلة عمل للاتفاق على مجموعات سياحية في روما بناء على تعليمات المخابرات المصرية، فعثر في الشركة السياحية على بعض المجلات و الصحف، ووقعت عيناه على صورة إيلي كوهين، فقرأ ما كتب تحتها. وكان “الفريق علي عامر والوفد المرافق له، برفقة القادة العسكريين في سوريا، والعضو القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي كامل أمين ثابت”.

وطبعاً كامل هو إيلي كوهين الذي التقى به سابقاً في إسرائيل، وتجمعت الخيوط في ذهن “الجمال”، فحصل على نسخة من الجريدة اللبنانية من كشك بيع الصحف في الفندق، وفي المساء التقى بمحمد نسيم، رجل المهام الصعبة في المخابرات، وأبلغته بما حدث ومن هو الضابط، إلا أن المخابرات أبلغت القادة وتم رفع المعلومة إلى الرئيس جمال عبد الناصر الذي بناء عليه وأكد أن ضابط المخابرات حسين تمراز سافر إلى سوريا لتقديم المعلومات إلى الفريق أمين الحافظ، وبعدها تم اعتقال “كوهين”. وسط ذهول المجتمع السوري الذي لم يتخيل أن هذا الرجل الذي يدعي الوطني هو عميل لجيش الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top