أكرم محمد يكتب: وجوه وكتب وقضايا.. التحرر من العرض الصحفي للكتب

بيت الحكمة يحتفي بفعل النهضة في رؤيته للثقافة والفن للكاتب والصحفي علي عطا، والتي تتشابك في بنيتها بين فعل التاريخ والنقد. قادم من حب الثقافة، يحيي نصاً مسجلاً يتوافق مع النقد العادي، ويقدم قراءات صحفية، باحثاً عن الجمال في الفن والثقافة. ، بين التاريخ. النقد والتقديم الصحفي.

علي عطا في كتابه لا يهتم بشيء بقدر اهتمامه بتعريف الثقافة والفن، وكأنه يقدم الواقع بطريقة حصرية، بعين خاصة، تحتفي بالثقافة والفن، حتى لو تخللتهما السياسة. يتحول إلى الثنائية السياسية/ الفنية المعتادة. هكذا يعبر علي عطا عن مفهوم التجنيس. لتحقيق ذاكرة بديلة للثقافة، ذاكرة تحبها، لا تهتم بثنائية الثقافة/الفن، ولا تهتم بالأدب فقط، ويقدم الكتاب مقالاً يمثل بورتريه ذلك من عرض صحفي عن كتاب عن الفنان التشكيلي والشاعر والناقد الذي يتم قمعه محلياً. ويؤكد الكتاب تصوره للثقافة من خلال التحقق من رواية إدوارد سعيد. وتأثرت رؤيته السياسية بالفن إما من خلال الأدب أو مشاركته في الأفلام بشخصه الحقيقي، وتحققت بنية كتابته الفكرية من خلال وجود ثلاثة أبعاد أدبية، كما يذكر في مقال عن الكتاب. بقلم تلميذ إدوارد سعيد .

وجوه وكتب

ويعرض على عطا المقالات الأولى للكتاب في مقال يستعرض فيه تاريخا تمتزج بنيته مع بنية الحياة الفنية البورتريه، بين رحلته كرفيق لنجيب محفوظ وممثله في حفل جائزة نوبل في السويد، الأمر الذي أثار حينها غضب البعض. وبسبب رغبتهم في أن يحصل كاتب مصري آخر على الجائزة، حتى أهم مشروع فني له كان رواية تتنبأ بثورة 2011، والتي أعقبها اعتراض السلماوي على الحكم الدكتاتوري للإخوان، ومشاركته في لجنة الخمسين؛ لكتابة دستور جديد للبلاد، بعد رفض المشاركة في تنصيب دستور في عهد الإخوان الظالمين. ثم يتناول الكتاب عرضًا صحفيًا، يليه آراء علي عطا في الأمور، وكتاب مصطفى الفقي. “الرواية: رحلة الزمان والمكان.”

ويتبع علي عطا ذلك المقال بعرض صحفي ومتابعة بحثية لمذكرات وجيه غالي الصادرة عن “الكتب خانا” ترجمة وتحرير مي حواس وهنا يقدم علي تشابك ثنائية السياسة والفن من متابعة نقدية -وصولاً إلى المذكرات الشعرية لشخصية سياسية وفنية وثقافية مؤثرة عانت من الحب والاكتئاب وانتهت حياتها بالانتحار. نص يتناول ذاتية مبنية على الصدق لا تعترف بالمحرمات أو الخوف، لتجربة إنسانية. فريد.

وينتهي الكتاب بفصله الأول الذي يتناول تكملة لكتب عن شكسبير وألبرت قصيري وغيرهما، ثم يتناول مفهوما خاصا للفن، وهو الفن الذي يحول الإدراك البصري للفعل الأول من التسجيل، كترجمة للفن. معنى الاكتشاف، والبحث عن عطا في أدب الرحلات ودراسة الرمز الذي يقارن التقارير والفورية الصحفية بالانقسام بين الشرق والغرب الذي استشهد به علي عطا في عرض قراءته للكتب التي قام بها الاثنان الجمع بين أضداد الثنائية، مثل. كما جاء في كتاب “كل المدن أحلام” للمؤلف جرجس. شكري، وكتاب “قصص جحا الصقلي” الذي صدر عام 2001 للمؤلف كواراو، بدءا من كتاب “شاروخان في الهند: 40 يوما في الهند” والذي يحتوي على لمحة عامة عن المجتمع الهندي، على عكس أفلام شاه روخ خان الذي حاول مؤلف الكتاب الحوار معه وفشل، محاولة اكتشاف التمثيل والاتجار بالدين والجهل في ذلك البلد الذي تباع فيه العناصر الزخرفية و يقول تجارهم أنهم ممتلئون. القداسة… المهدي مبارك يحقق رؤيته لذلك البلد. واستذكر مدنه الحزينة بشعر رائع ووصف “دلهي” بأنها مدينة تشبه نساء الهند اللاتي يعرفن كيف يحبن في صمت ويحبن من جانب واحد.

بعد ذلك المقال يناقش علي عطا كتاب “كل المدن أحلام” الذي يتشابك شعريا مع التاريخ والتسجيل، حيث يسجل جرجس شكري زياراته للمدن الأوروبية كذكرى بحثا عن الفن والثقافة والوطن في ظل انصهار التاريخ. نفسه في التغريب، مما يؤكد حب الكتاب للبحث عن الثقافة. ويتضمن هذا الفصل من كتاب المعنى المجرد للسفر. ولتحقيق الرمزية، يتتبع كتبًا تتناول المزيد من الرحلات الخاصة، مثل مقال يتحدث عن كتاب “القمر” للألماني بيرند برونر، والذي يتتبع العلاقة الشعرية والرمزية بين الإنسان والقمر، يبدأ بالثقافات الشعبية و وتستخدم الروايات الشفهية، التي رأت في القمر مصدرا للحب والرغبة الجنسية، للتعبير عن التأثير النفسي الذي يحدثه، حتى كشخصية خيالية في رواية الكولومبي الحائز على جائزة نوبل غابرييل غارسيا ماركيز. مائة عام.” من العزلة.. كلها مرتبطة بمكانة الإنسان من الغموض والمجهول. هذا ما يمثله القمر بكل شعريته ونسبية تفسير وجوده بين الشعري والعلمي والحزين. ويقدم هذا الفصل استقراء للرحلة كاستجواب للسيرة، من خلال زيارة حفيدة إبراهيم ناجي، سامية محرز، لجدها بكتابها المنشور من دار “الشروق”، “إبراهيم ناجي.. زيارة حميمة”. طال انتظاره” في مقال يعبر عن المتابعة والقراءة النقدية، لكتابة نص وثائقي موازي للنص النقدي يقدم سيرة سامية محرز، رحلتها مع الفن العربي والثقافة العربية، وعلاقتها المتوترة بفن جدها، والتي تغيرت فيما بعد بعد أن تلقت أوراقا ومخطوطات تابعة له من عمتها، وتلك العلاقة المتوترة المتقطعة مع الأدب العربي الكلاسيكي تمهد لفصل في الكتاب تناول قضايا الشعراء وشخصياتهم وكتبهم بعنوان “الشعر بين القديم والحديث” “نقد النقد” الذي يتناول الكتب والعديد من الأطروحات النقدية، نشأ عنها في كثير من القضايا المتعلقة بالثقافة، من الرأسمالية إلى الكتاب الإلكتروني والتراث بين ثنائية الخاص والعام، ممثلاً بالخاص في مفهوم التراث عند الناقد الراحل د. جابر عصفور، ويبدو استقراء التراث موازياً للمحور، بين النقدي والتاريخي، في قراءة كتاب «الأنثى المقدسة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top