يعتبر شم النسيم من أقدم الأعياد المصرية، حيث اعتاد المصريون الاحتفال به منذ القدم، وقد حظي هذا العيد بطقوس خاصة منذ العصر الفرعوني، واستمر الاحتفال به خلال العصرين البطلمي والروماني، العصور الوسطى، وحتى يومنا هذا، حيث يعتبر عيداً وطنياً. ولا يرتبط بعصر أو دين معين.
وكان قدماء المصريين يجتمعون عند الهرم الأكبر كل عام في مثل هذا اليوم لمشاهدة غروب الشمس وموقعه أعلى الهرم في منظر مهيب يتكرر حتى يومنا هذا وهو يميل مع غروبه حتى يغرب قبل غروب الشمس بدقائق على قمة الهرم. فيغوص الهرم الأكبر ثم يبدأ شعاع الشمس في اختراق الهرم تدريجياً، حتى يبدو أنه يقسمه إلى قسمين متساويين، ويستمر الانقسام حتى غروب الشمس؛ حيث تسقط أشعة الشمس على الجانب الجنوبي من الهرم.
- ما يشبه الظل.. مجموعة قصصية جديدة لـ حسام المقدم
- رواية "جوامع" وصلت القائمة الطويلة لجائزة البوكر وتدور حول التضحيات
وبحسب تصريحات تلفزيونية لباحثة الآثار المصرية بسمة الصقر، فإن قدماء المصريين بدأوا في وقت سابق الاحتفال بليلة شم النسيم كبداية الخلق، وتم الاحتفال عند سفح الأهرامات يوم الاثنين بعد اكتمال القمر. .
وأشارت بسمة السقار إلى أن الهرم بدا منقسما إلى قسمين في هذا العيد لأن الشمس كانت متعامدة على الهرم الأكبر خلال هذا العيد، وتأكد عالم فرنسي من تعامد الشمس على الأهرامات في قمة الهرم الأكبر الهرم ليلا من شم النسيم بالهليكوبتر.
يبدو مثل هرمين متطابقين، ولا تزال هذه الظاهرة تحدث حتى اليوم مع كل اعتدال ربيعي، فيبدو كما لو أن الهرم ينشق قبل غروب شمس يوم 21 مارس عند الساعة السادسة مساء. وتمكن عالم الفلك والرياضيات البريطاني بروكتور من رصد هذه الظاهرة، واستطاع تصوير لحظة انقسام واجهة الهرم عام 1920م، كما تمكن العالم الفرنسي أندريه بوشان من تسجيل هذه الظاهرة المثيرة باستخدام الأشعة تحت الحمراء عام 1934م. بدأ الاحتفال بتناول البيض كأحد الطقوس المقدسة التي ترمز إلى يوم الخلق.