شهد اليوم الختامي للدورة الثانية من «مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة» جلسة حوارية بعنوان «صناعة فيلم ميلة»، استضافتها المخرجة الإيطالية سينزيا أنجيليني والمنتجة التنفيذية فالنتينا مارتيلي، واستضافتها منى آرام، حيث تحدث المتحدثان وناقش كواليس صناعة الفيلم القصير الذي فاز بـ 78 جائزة وتم اختياره رسميًا في 150 مهرجانًا سينمائيًا حول العالم.
“ميلة” هو فيلم رسوم متحركة قصير بالكمبيوتر، تم إنتاجه بالتعاون مع 350 فنانًا متطوعًا من 35 دولة، وبرعاية 40 فردًا وهيئة وشركة، وهو مستوحى من القصة الحقيقية لوالدة المخرج عندما كانت طفلة الحرب العالمية الثانية في إيطاليا.
- حصاد المزادات 2024.. من موزة بملايين الدولارات إلى نجوم السرياليين
- مذكرات فريدة فهمى قريبا بالعربية بعد صدور النسخة الإنجليزية
وفي بداية الجلسة تطرقت المخرجة الإيطالية سينزيا أنجيليني إلى مراحل مسيرتها المهنية في إيطاليا ولندن وميونيخ ومصر والولايات المتحدة، وعملها في تحريك الصور وانتقالها إلى إخراج أفلام الرسوم المتحركة. عندما كانت والدتي في الرابعة من عمرها، تعرضت قريتها لقصف جوي خلال الحرب العالمية الثانية، فتجمدت من الخوف ولم تعد قادرة على الحركة والهرب. ولحسن الحظ، تمكن أحد أفراد الأسرة من حملها ونقلها إلى ملجأ. لقد روت لي والدتي هذه القصة ومشاعرها خلال تلك التجربة عدة مرات، في شبابي وبعد تزامنها مع حرب البلقان ورواندا وغيرها من الحروب حول العالم، قررت العمل في هذا الفيلم.
وعن اسم بطلة القصة واختيار الرسوم المتحركة، قالت سينزيا: “الاسم يعود إلى مكان متصل بوالدتي، لكنه يقدم رسالة عالمية، لأنني أردت اختيار اسم قصير وجميل”. سهلة النطق والاستخدام والتذكر، واخترت الرسوم المتحركة لأنها أداة قوية يمكنها التغلب على كل التحديات وتحقق النجاح في قلوبنا وتشعرنا أنه يمكن تحقيق المستحيل. إنها طريقة مثالية لتمكين الأطفال ودعمهم. شجعوهم على كسر قيود الخوف”.
وعن التحديات التي واجهت إنتاج الفيلم، أشارت سينزيا إلى أن العالم يهتم بالأفلام الطويلة والكبيرة التي تحقق عائدات شباك التذاكر، ولا يهتم بالأفلام القصيرة، خاصة في الولايات المتحدة، على عكس أوروبا واليابان، وأشارت إلى أن وكان التحدي الأكبر هو إيجاد التمويل، وهذا ما دفعها إلى الاعتماد بشكل أساسي على المتطوعين.
من جهتها، قالت المنتجة فالنتينا مارتيلي: “الرسوم المتحركة أداة تعليمية وتثقيفية وتوعوية مهمة، إلى جانب الترفيه، وفيلم ميلا هو مثال نموذجي على هذه الحقيقة، لأنه ينال إعجاب الجميع، وليس الأطفال فقط، لأنها تساعد الشباب على رؤية كيف يعيش الأطفال الآخرون في مناطق الحرب والصراع، ويتمتعون بالأمان والسلام مثلهم.
وأضافت: “في الوقت نفسه يعمل الفيلم على تذكير الكبار بمسؤولياتهم لمساعدة الأطفال أثناء الأزمات، وتوعية الأطفال بشكل عام بالحروب وتداعياتها، وأهمية عدم الاستسلام، والإيمان بإمكانية تحقيق الأحلام، وهذه هي الرسالة التي يريد الفيلم إيصالها للعالم، رسالة أمل وإيمان بالمستقبل. .
وناقش الضيفان تفاصيل الفيلم والجهات المختلفة المشاركة في إنتاجه من طلاب ومتطوعين وطواقم العمل وشركات الإنتاج، بالإضافة إلى قرار عدم استخدام الحوار، والاعتماد فقط على الموسيقى التي تشكل مادة حوارية. لغة عالمية يفهمها جميع الناس بغض النظر عن لغاتهم وثقافاتهم، حيث عمل كلاوديو دانجيلو على الإنتاج السينمائي الموسيقي.
- روما تعرض لوحة المنسية لـ كارافاجيو .. اعرف الحكاية
- الحيوانات الأليفة الملهمة لتشارلز ديكنز في معرض بلندن
- امرأة و23 راهبا فى مقبرة واحدة بإسبانيا.. ولا أحد يعرف السبب
ونصحت المخرجة سينزيا الطلاب والفنانين الواعدين، وخاصة الفتيات، بعدم الاحتفاظ بمشاريعهم وأعمالهم لأنفسهم لسبب أو لآخر، سواء في الكتابة أو الرسوم المتحركة التقليدية أو الرسوم المتحركة بالكمبيوتر، وألا يخافوا من رواية قصتهم والاستماع إليها ل. آراء الجميع، مع أهمية عدم الاستماع إلى الآراء السلبية دون النقد البناء، والاهتمام بآراء المقربين الذين يحرصون على تقديم الدعم والتشجيع، وضرورة الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على تحقيق الأهداف والأحلام، وعدم الخوف من الفشل، لأن الجميع يقع في أخطاء تساهم في تعلم الدروس المفيدة.
- محمد بن عبد اللطيف آل شيخ صاحب مسيرة صحفية وكتب الشعر الغنائى باسم مستعار
- روما تعرض لوحة المنسية لـ كارافاجيو .. اعرف الحكاية
وجاءت الجلسة الحوارية ضمن برنامج حافل استضافته الدورة الثانية من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب، والذي ضم أكثر من 60 فعالية قدمها 71 ضيفاً من 12 دولة حول العالم، لتوفير اهتمامات الزوار وإلهامهم. لهم، ومساعدتهم على صقل مواهبهم وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم الإبداعية في فن الرسوم المتحركة.