يحتفل الإخوان المسيحيون في مصر بعيد القيامة المجيد، بعد انتهاء أسبوع الآلام. ويلاحظ أن هذه الأعياد المصرية ترتبط بالأرض والزراعة وحصاد القمح وتجلب سبل العيش الجديدة إلى صوامعهم ومنازلهم.
يقول كتاب “حضارة مصر في العصر القبطي” لمراد كامل: ترتبط بعض الأعياد القبطية بمواسم زراعية خاصة، فيدخل في تقاليد الاحتفال بالعيد أنواع خاصة من الفواكه الموسمية، فيأكلونها ويوزعونها على أهل مصر. فقير ومن العادات المتبعة في عيد الغطاس ذكرى معمودية السيد المسيح والتي تصادف يوم 19 يناير – الاستحمام في النهر أو الترع وفي مباني الكنيسة القديمة كان هناك حوض كبير يسمى الحمام أصبح الجانب الأيمن من الجانب الغربي للكنيسة، وما زال موجوداً غير مستخدم. وكانت كنائس أبو سيفين وأبو مرجة في مصر القديمة تمتلئ بالمياه وكان الناس ينزلون إليها ليلة عيد الغطاس.
- نجيب محفوظ بين النص الروائي والعرض البصري في مجلة مصر المحروسة
- تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع الأدبى في المجلس الأعلى للثقافة
ومن الأعياد التي لها وقع شعبي بهيج “يوم بالسون” أو “يوم بالسون” وهو الأحد الذي يسبق أحد القيامة، وفيه يحتفل الشعب بذكرى دخول المسيح إلى أورشليم على الجحش، ذلك الاستقبال الاحتفالي في حيث كان الأهالي يرفعون سعف النخل وأغصان الزيتون، ويكرر الأقباط ذلك ليحملوا سعف النخل وأغصان الزيتون إلى الكنائس.
ومن بعد القيامة يبدأ عبد الربيع الذي يسمى الآن “شم النسيم” والذي يخرج فيه الناس إلى الحقول والحدائق ليستمتعوا بجمال الطبيعة بعد فترة الصيام الطويلة السابقة و النسك ويسمى كنسياً إثنين الفصح، ويستمر عيد القيامة حتى الأسبوع الأول من الخامس.
ولما حل يوم الخمسين، وهو عيد حلول الروح القدس في نهاية يوم العنصرة، كان الأقباط يوزعون ثمار الموسم الجديدة على الفقراء، لأن هذا العنصرة يتوافق قديمًا مع عيد الحصاد، فكان التعبير عن ذلك: وكان الشكر بتقديم باكورة هذه الخيرات.
- تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع الأدبى في المجلس الأعلى للثقافة
- أمسية ثقافية لتكريم الفائزين بجوائز الدولة فى الشعر بالأعلى للثقافة
- أحمد فؤاد نجم.. الفاجومي المصري أصدر أول دواوينه بالسجن
وإلى جانب هذه الأعياد العظيمة هناك العديد من الأعياد الأخرى، أهمها عيد زيارة السيد المسيح لمصر مع العائلة المقدسة عندما كان طفلاً صغيراً، وتحتفل به الكنيسة القبطية في الأول من يونيو من كل عام، خاصة في شهر يونيو من كل عام. الكنائس المبنية على الأماكن الأثرية التي زارها مثل مسطرد حيث توجد شجرة مريم العذراء بالمطرية وكنيسة أبو مرجة بمصر القديمة وقسقام حيث يقع دير المحرق ويوجد به كنيسة قديمة لهذه المناسبة.
يحتفل الأقباط بأعياد السيدة العذراء ومشاهير القديسين والشهداء والملائكة بصنع نوع خاص من الفطير يوزعونه على الفقراء والجيران من محصول القمح علامة شكر لله، وكان من العادات القبطية عدم تذوق المحاصيل الجديدة أو إدخال ثمارها إلى منازلهم قبل توزيع بعضها على الفقراء.
انتهى الكتاب، ولكن من تجربتي الخاصة، في طفولتي كنت أشارك في كل الأعياد القبطية وأحتفل بها مع إخواننا المسيحيين. والحقيقة أن كل الأعياد كانت مرتبطة بالأرض ورزق الله الذي أنتجها.