في مثل هذا اليوم 4 مايو 2010م، رحل عن عالمنا الصحفي الكبير محمود السعدني، عن عمر يناهز 82 عاماً، بعد أن نقش اسمه بأحرف من ذهب داخل الوسط الصحفي، الذي بدأ العمل فيه فوراً. . تخرجه، وكتب اسمه في عدد من المجلات والصحف في تلك الفترة. كما سجل نفسه في مصاف المثقفين بعدد من الكتب من بينها مذكراته التي أطلق عليها اسم “الولد الشرير” فهل كان هذا الاسم مناسبا؟
وجاء في مقدمة مذكراته التي نشرتها مؤسسة الهنداوي والتي كتبها الرحالة محمود السعدني: “إن الأخطاء تصبح معالم على الطريق إذا أمكن الاستفادة منها وتحويلها إلى تجارب فهي لا تصبح إلا أخطاء إذا كانت يمر بواحد ثم يمر به، وقد يتحول ذلك في النهاية إلى ذنوب، فينتقل المرء من تأجيله إلى “اللومان”، وقد يعلق في المشنقة نتيجة لذلك. يساعده الحظ ويهرب من “اللومان” والمشنقة، رغم أخطائه، يصبح مجرد حيوان لا ينتمي إليه، ليس له غد ولا أمس!
في هذه الصفحات ستقرأ ما يسميه البعض “قصة حياتي”، ولكنني أسميها “أخطاء حياتي، كانت حياتي سلسلة من الأخطاء المتصلة، استفدت منها، وأنا”. نأمل أن يستفيد القراء من الآخرين!
في هذه الصفحات ستقرأ حكايات الملوك، وحكايات “الصيادين”، وحكايات الأبطال الذين يرتدون زي الغوغاء، وحكايات الغوغاء مع حركات الأبطال!
على الرغم من أن هذه الأيام كانت عاصفة، بقدر ما كانت ممتعة، وبقدر ما كانت بائسة، رغم الظلام الذي أحاط بحياتي، ورغم البؤس الذي كان مرشدي وصديقي، فإنني لم أندم على شيء. تلك الأيام كانت حياتي! ومن عصير تلك الأيام ورحيق تلك الليالي نشأ ذلك الشيء الذي أنا عليه!
- المركز القومى للترجمة يطلق النسخة الثانية من كشاف الجامعات المصرية
- جائزة خالد خليفة تبدأ تلقى الأعمال المرشحة لدورتها الأولى.. تفاصيل
- الشيشان تحظر أنماط الموسيقى الغربية حفاظا على التراث الوطنى
سواء قرأت هذه الصفحات ولعنت حياتي، أو قرأتها وندمت عليها، ففي كلتا الحالتين عشتها ولعنتها…ولكني أحببتها كثيراً!
وفي رواية إروين شو، تقول زوجة أحد الأبطال لزوجها: “أنت ترفض الدفن الآن، وقبل أن تلعن حياتك، لم تكن حياة، بل كانت محنة. كانت تشرب فقط أقذر أنواع البراندي، ولا تدخن سوى أسوأ أنواع السجائر، وكانت دائمًا بلا أي موهبة، وغالبًا ما كانت عاطلة عن العمل. عندما توفاه الله، ظننت أنك ستكون سعيدًا جدًا، لكنك الآن ترفض الدفن وتريد العودة إلى الحياة! لكن دعني أقول لك بصراحة: كم أنت غبي، كم كانت حياتك بائسة!
ورد عليها المتوفي الذي رفض الدفن: “كل هذا صحيح، لكنها كانت حياتي وأنا أحبها”.
وهذا ما أقوله أيضًا.. مهما كانت الحياة في طفولتي، فأنا أحبها؛ كانت هذه حياتي!