الثلاثيات الروائية وتأريخ المكان بين نجيب محفوظ وبول أوستر

تكمن عظمة الثلاثية الروائية في أنها تفك الشفرات باستخدام ثلاث روايات، حيث أنها غالبا ما تكون منفصلة عن بعضها البعض في ضوء وحدة المواضيع أو المكان.

ثلاثية القاهرة

تمثل ثلاثية القاهرة لنجيب محفوظ نموذجًا للثلاثيات الجديدة التي تكون القاهرة بطلتها، بمختلف الشخصيات التي ظهرت في بين القصرين، قصر الشوق والسكرية.

يمثل بين القصرين الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ وتدور أحداثه في منطقة الحسين، وتحكي الرواية عن عائلة من الطبقة المتوسطة في فترة ما قبل وأثناء ثورة 1919.

سميت الرواية باسم منطقة في الجمالية ازدهرت في عهد شجرة الدر، حيث كان هناك قصر تملكه “الملكة شوق”. ومن هنا يتضح أن أحداث الرواية تمتد إلى الجزء الثاني ومنه إلى الجزء الثالث يحمل اسم مكان في القاهرة ارتبط به نجيب محفوظ.

والسكرية “الجزء الثالث” هو أيضًا اسم مكان في القاهرة تدور فيه معظم أحداث رواية السكرية. تبدأ أحداث هذا الجزء بعد ثماني سنوات كاملة من نهاية أحداث الجزء السابق، أي عام 1934، وتنتهي عام 1943.

تقع منطقة السكرية جنوب شارع المعز، بالقرب من باب زويلة وبوابة المتولي بالجمالية، وتحتوي على العديد من الآثار الإسلامية، منها مسجد المؤيد التاريخي، وحمام السكرية الواقع أمامه. باب الجامع الكبير وهو أحد الحمامات الشعبية القديمة وكان يعرف بحمام الفاضل، ويوجد بالمنطقة أيضاً وكالة السكرية التي بنتها نفيسة البيضاء في العصر العثماني. وما بقي منها هو طريق نفيسة البيضاء الذي يقع في شارع السكرية على يمين المدخل من باب زويلة.

ثلاثية نيويورك

لعب بول أوستر لعبة مختلفة في ثلاثية الرواية، وهو ما يكشف معنى مختلفا للثلاثية الروائية لدى الكتاب الغربيين، وخاصة الأمريكيين، الذين يرون في ثلاثية الرواية امتدادا لروايات التشويق والإثارة والحقيقة أن معظم سلاسل الروايات الغربية كانت في هذا الاتجاه، لكن بول أوستر يؤرخ المكان “نيويورك” بطريقة مختلفة، معتمدا على ذكر الظواهر الثقافية للمدينة وشكلها العام دون الغوص في ببليوغرافيا تاريخية.

الرواية الأولى: مدينة الأشباح، وهي تدور حول مؤلف يدعى دانييل كوين الذي يكتب روايات بوليسية تحت الاسم المستعار “وليام ويلسون”. يلتقي بموكله (بيتر ستيلمان) الذي بالكاد يستطيع الكلام لأن والده حبسه في غرفة مظلمة لمدة 13 عامًا كاملة، فمهمته هي حماية بيتر من والده الذي سيطلق سراحه قريبًا من السجن، ويبدأ في تعقب موكله (بيتر ستيلمان). والده، واكتشف أنه كان لاهوتيًا ومفكرًا عظيمًا، وقرأ كتابه عن اللغة الموحدة. وهي لغة آدم وحواء، والتي إذا أتقنناها أتقننا لغة الجنة، وتحولت الأرض إلى جنة. المطلوب.

الرواية الثانية: الأشباح، تدور أحداثها حول متجر آخر، وهنا يظهر شغف بول أوستر بهذا النوع من الروايات، والتي تتضمن محققًا وكاتبًا، حيث يتم تكليف “بلو” بالبحث عن شخص يدعى بلاك مونيتور.

الرواية الثالثة: الغرفة المغلقة تدور أحداث الرواية حول رجل يعمل كاتب مقالات (تظهر شخصية الكاتب هنا أيضًا وكأنها موضوع أساسي في الثلاثية) وفي أحد الأيام تتصل به فتاة تدعى صوفي لتخبره أن كانت زوجة صديق طفولته (فانشو) وأنها أرادت مقابلته وإخباره أن فانشو هو ونصحها بأخذ رواياته غير المنشورة وإعطائها له حتى يتمكن من النشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top