وصل الروائي المغربي عيسى الناصري إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته “الفسيفساء” التي تعد أول رواية للكاتب المغربي بعد مجموعتين قصصيتين.
تنقسم الرواية إلى ثلاثة أقسام: الأول يحكي فترة الاحتلال الروماني للمغرب وصناعة الفسيفساء من قبل المغاربة المقاومين. أما الجزء الثاني فيحكي عن بحث الكاتبة الأمريكية أريادنا عن لوحة فسيفساء مفقودة. قصة حب مع جواد أما القسم الثالث فيتضمن مذكرات طبيبة نفسية عن مرضاها وحياتهم في سياق تاريخي. والحب والذاكرة.
- تخليد أسماء الصحفيين الذين لقوا حتفهم فى الحرب على غزة بمعرض إكسبوجر 2024
- ذاكرة اليوم.. هجرة الرسول للمدينة وميلاد ستيفن كينج ورحيل أحمد عرابى
أما الرواية: فهي رواية تختطفك إلى عالمها منذ البداية، ثم تنساب في ثنايا السرد وفروعه. يبدأ الأمر بقصة أحد المحققين يقرأ رواية وجد فيها أخيرًا الحل لجريمة ظلت تزعجه لفترة طويلة من فمك، وتجد نفسك في مواجهة الروايات المضمنة، والمذكرات، والتقارير الصحفية، والأحلام، خيالات ورؤى، تأخذك في رحلة… تمتد لما يقرب من ثمانية عشر قرنا من الوجود الإنساني على الأرض.
تتفرع مسارات السرد، فتظن أنها تنتشر كالجداول الضائعة في صحراء الوجود، حتى لا شيء يجمعها، ثم تجتمع تدريجياً في نهر القصة العظيم. ينشر المؤلف أمامكم قطع الفسيفساء التي جمعها من أماكن وأزمنة متباعدة، ثم يبدأ في ترتيبها قطعة قطعة حتى تتشابك وتتناغم، لتشكل جسد رواية “الفسيفساء” ببراعة نادرة في العصر الحديث. السرد. من أين تأتي الحرية؟ من الذاكرة، من الإرادة، أو من مزيج من الاثنين معا؟ وأيهما يحدد الآخر وينحته، الفن أم الوجود؟ أليس ما بقي من هذه الحياة قطعة فسيفساء تقولونها وتتركون الباقي في غياهب النسيان؟ ما هو النسيان إن لم يكن القطعة المفقودة من الفسيفساء أيها القارئ؟