روايات البوكر .. "خاتم سليمي" الحب فى مدن يحكمها العنف

وصلت رواية “خاتم سليمة” للكاتبة السورية ريما بالي إلى القائمة القصيرة لـ”الجائزة العالمية للرواية العربية” (البوكر العربية) في دورتها السابعة عشرة، إلى جانب خمس روايات أخرى مرشحة من أصل 16 رواية تقدمت في القائمة الطويلة من الجائزة الأدبية.

قصة عن تاريخ ينكشف كالسجادة المتناثرة بالحب والدم، والسحر الذي يخرج من ثنايا الزمن ليطارد الواقع. تقرع طبول الحرب، وتدق القلوب بحثًا عن سبب الوجود ومبررات الاستمرار، ويدور رنين قديم بين أصابع الرواة في مختلف بقاع الأرض. سوريا أرض الحكايات، وسلمى ممزقة بين العاشق والمعشوق. بين الماضي الغني الطويل الأمد والحاضر الرمادي المشوب بالخسارة والقتال. فهل تجد سلمى بوصلة القلب وتحدد مصيرها؟ هل تستسلم لرمال الماضي المتحركة التي تذوبها وتذوبها، أم تترك جسدها لوتر القوس المرسوم نحو الغرب؟

من أجواء الرواية “تتشابك قصة المصور الإسباني اليهودي لوكاس مع قصة سلمى في فضاءات حلب وطليطلة. ويتجلى ذلك في تعدد الروايات والروايات عن علاقة سلمى بالموسيقار الإيطالي شمس آل. -دين التي تعيش في حلب والتي تعشقها، وعلاقة سلمى ولوكاس، ثم لوكاس وحبيبته لولا، وابنه أيضاً، في جو من الصوفية والعطور والأحلام والحب، على طول الطريق بعد الحرب في سوريا في السنوات الأخيرة.

ويبدو أن الخاتم الذي أهدته سلمى للوكاس هو رمز شفاف يتحدث إلى خاتم سليمان بقصته وسحره. بين سلمى ولوكاس وشمس الدين اختلفت المشاعر، واختلفت الخلفيات والرؤى، ولم يتفق ثلاثتهم إلا على حبهم لحلب، المدينة المغدورة التي تئن تحت أنقاض أحلام سليمة وفرصها الضائعة. هل الحلقة السحرية كافية لتحرير الأرواح المتجولة في فضاء المدينة؟ أم على حلب أن تنتظر سليمان آخر يستيقظ من سباته الطويل ويستعيد سلطته على كل المخلوقات المتحاربة، إذ يجد خاتمه المفقود؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top