أنصحكم بكتاب “المؤسسات العلمية: الإخوان، التحديات، الترميم” الصادر عن مركز المسبار، والذي يتناول استراتيجية حركات الإسلام السياسي في مواجهة المؤسسات الدينية العلمانية، وجهودها في بناء مؤسسات علمية موازية. المجتمعات التي تتمتع بشرعية وموثوقية المؤسسات الإسلامية التقليدية، وتسعى إلى اختطاف التمثيل الديني. من خلال التشكيك في المؤسسات الرسمية وزرع بذور الفتنة والانقسام داخلها لإضعافها وزعزعة ثقة المجتمعات بها.
- وزيرة الثقافة توجه بإعادة تقديم عرض العائلة المقدسة بجميع المحافظات
- مسلسل مليحة رمضان 2024.. تعرف على أصل الكلمة فى المعاجم العربية
- متحف الدنمارك يعيد عباءة مقدسة تعود إلى البرازيل عمرها 300 عام
وبقدر ما يرصد الكتاب المؤسسات التابعة للحركات الإسلامية؛ ويؤشر على تشكيل الاتجاه لاستعادة الخطاب الديني المؤسسي منه. أو نشاط المجالس الفقهية الرسمية؛ أو جهود المجالس لتعزيز السلام والطمأنينة، أو هيكل المجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية؛ أو مؤسسات دور الإفتاء العالمية المنبثقة عن مؤسسة الإفتاء في مصر، مع تحديد التحديات التي تواجهها وما تلبيه من متطلبات التحديث.
بدأ الكتاب بدراسة للباحث المصري إيهاب نافع عن دور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ومنذ تأسيسها في عام 2004، تبنت أجندة مناهضة للدولة وموالية للتيارات الإسلامية. وعرض الباحث آراء وفتاوى موظفي النقابة التحريضية ضد المؤسسات وفكرة الدولة نفسها. ومعرفة جهود إحداث ثورة في المجتمعات واستهداف ركائز المؤسسات الدينية الرسمية وعلماء الدين التقليديين، خاصة بعد أحداث 2010، ولإثبات التحيز، لدى الباحث مواقف النقابة من ثورتي “25 يناير” و”30 يونيو” في مصر مراقبة. ، والضغوط التي مارستها المنظمة ونقابتها ميدانياً وإعلامياً، في الحدثين؛ وفي تونس كان موقف الاتحاد مماثلا. ومنذ تأسيس فرعها هناك عام 2012 -في فترة قيادة النهضة لحكم الترويكا- تمسكت بمواقف الحركة، واستمرت في تبني توجهاتها السياسية ضد الرئيس التونسي قيس سعيد.
وتطرق الباحث المصري أحمد سلطان إلى جهود الإخوان في مصر خلال فترة حكمهم (2012-2013). اختراق المؤسسات الدينية، ومن بينها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، سلط الضوء على عواقب ومخاطر هذا الاختراق على إدارة الشؤون الدينية، وسعي الجماعة للسيطرة على دار الإفتاء المصرية حتى الصراع لصالح مؤسسة الأزهر. .
- 5 أدوات استخدمها جنود الحرب العالمية الأولى.. اعرف التفاصيل
- متحف الدنمارك يعيد عباءة مقدسة تعود إلى البرازيل عمرها 300 عام
وترصد الدراسة حقبة ما بعد “ثورة يونيو” 2013، وتشير إلى أنه رغم تقويض مشروع خيانة المؤسسات العلمية الدولية مع سقوط نظام الإخوان، إلا أنه ظل حاضرا في الفكر الاستراتيجي للجماعة، التي تعتقد أن وأن مشروع التمكين لن يتحقق إلا بالسيطرة على المؤسسات.
وفي قراءة للتقاطعات الأيديولوجية والحركية بين طرفي الإسلام السياسي السني والشيعي من خلال المؤسسات العلمية، قدم الباحث فراس رضوان أوغلو دراسة عن “المجمع العالمي للتقارب بين الطوائف الإسلامية” الذي انعقد في إيران عام 1990م والذي تأسس وتستخدم في مؤتمراتها السنوية للترويج لأفكار سيد قطب، المنظر الأكثر تأثيرا في العنف الحركي الإسلامي.
وعرض الباحث المؤتمرات والأنشطة التي قام بها المجمع على مدى أكثر من ثلاثة عقود، موضحاً كيفية استخدام الجماعات الإسلامية للمجمع بهدف الترويج للأفكار القطبية من خلال الترجمات والتأليف وتبني المفاهيم الإسلامية.
وقدم الباحث كرم سعيد دراسة رصدية عن الجمعيات التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي في تركيا، محدداً إياها بالاسم وضمن قطاعات مختلفة: إعلامية واقتصادية وتعليمية وسياسية، لتعويض خسائرها بعد “ثورة حزيران” 2013، و هروب عدد كبير من قياداتهم إلى تركيا. وحاولت هذه الجمعيات الإخوانية تعزيز ارتباطها بالمنظمات الدينية التركية الرسمية، باعتبارها مفتاحا ليس فقط لتوفير بعض التمويل، ولكن أيضا لترسيخ وجودها ووجودها. الأدوات اللازمة لحمايتها. في تركيا.
وعرض الأكاديمي والباحث السوداني محمد خليفة صديق، مراحل تأسيس “المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي” في السودان ونشاطه، منذ تأسيسه عام 1991 حتى اتخاذ حكومة عمر البشير قرار حله عام 2000 لإغلاقه بعد انفصال الإسلاميين في السودان.
تناولت الدراسة برامج المؤتمر التأسيسي بالخرطوم، وأبرز المشاركين فيه الذين كانوا رموز الإسلام السياسي واليسار العربي والعالمي. وعرضت مضمون الأوراق والمناقشات التي جرت في جلساته، وتشير الباحثة إلى أن المؤتمر ضم كافة التنظيمات والحركات الإسلامية المتطرفة، وعقد ثلاثة اجتماعات في الخرطوم، تعتبر الأخطر في التاريخ المعاصر. وحضر الاجتماع التأسيسي الأول، في 25-28 أبريل 1991، أكثر من 500 شخصية من التكفيريين والثوار العرب المستائين من حكوماتهم.
- متحف الدنمارك يعيد عباءة مقدسة تعود إلى البرازيل عمرها 300 عام
- آثار فريدة.. كرسى العرش الذهبى للملك توت عنخ آمون يوجد بالمتحف المصرى
تناولت الدراسة كيفية إعادة الاحترام لمؤسسات الإسلام التقليدي ورجال دينه وعلمائه، وبحثت المخاطر الناجمة عن محاولات الحركات الإسلامية إحداث التغيير الاجتماعي والسياسي والديني في المجتمعات الإسلامية، من خلال استهداف المؤسسات التقليدية مثل: كما آل. – الأزهر الذي يشوه رسالته، يحمله مسؤولية تخلف المسلمين، ويدعي أنه دشن مشروع الاجتهاد في أوائل القرن العشرين. ويرى الباحث أن الطريق إلى استعادة المؤسسات التقليدية في المجتمعات العربية والإسلامية وحمايتها من الإسلاموية واتجاهاتها يتطلب استعادة الثقة في التعليم الديني، وترك الفقهاء التقليديين يعيدون اكتشاف أدوات التفاهم القديمة، ويجب على التقليديين أن يبعدوا المؤسسات عن الاتصال. مع السياسة أو الصراع. مع الدولة.