نقرأ معًا كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، ضمن سلسلة ماذا يقول التراث الإسلامي، واليوم نعرف ما يقوله الكتاب عما خلقه الله من بعد القلم.
- مسلسل مليحة الحلقة 6.. بيان وداع الزعيم جمال عبد الناصر
- ذكرى ميلاده.. تعرف على أبرز أعمال الشاعر الفرنسى بول فرلان
- خدمة للقراء مجانًا.. عايز تقرأ عن ثورة 23 يوليو فى "موضوع الساعة" بدار الكتب
يقول كتاب الكامل في التاريخ:
تحدث عما خلق بعد القلم
ثم خلق الله بعد القلم وبعد أن أمره بالكتابة التي هي موجودة إلى يوم القيامة سحابا رقيقا، وهو السحاب الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو رزين رضي الله عنه. فسأله العقيلي: أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق؟ قال: في سحاب تحته سماء ومن فوقه سماء، ثم خلق عرشه على الماء، وهو السحاب الذي ذكره الله في قوله: (ينتظرون أن لا يأتيهم الله في ظلال السحاب؟) قلت: فيه نظر، فقد ذكر قبل ذلك أن أول شيء خلقه الله تعالى كتب القلم وقال له: اكتب، فسار في تلك الساعة ثم كان إلى أن ال ذكرت بداية هذا الفصل أن الله خلق السحاب بعد القلم وبعد أن طار ما هو معروف مكتوب. أداة يكتب بها وهو القلم، ومن شيء يكتب به، وهذا ما يعبر عنه هنا باللوح المحفوظ، وكان ينبغي للزن أن يطلق على اللوح المحفوظ معنى ثاني للقلم، والله أعرف أفضل
- مراحل تصميم تمثال العامرى فاروق للفنان عصام درويش.. صور
- وزير الثقافة يتفقد المواقع الثقافية بالإسكندرية ويشدد على تقديم خدمات متكاملة
- التنورة وفلكلور الوادي.. قصور الثقافة تواصل عروضها المميزة بمهرجان العلمين
ويحتمل أنه تركه لأنه يعرف من معنى اللفظ على وجه التقليد. ثم اختلف العلماء في من خلق الله بعد السحاب أن الضحاك بن مزاحم قال: أول شيء خلق الله العرش ثم استوى عليه. وقال آخرون: خلق الله الماء قبل العرش، فوضعه على الماء. وهذا قول أبي صالح عن ابن عباس، وقول ابن مسعود، ووهب بن منبه.
وقيل: خلق الله عز وجل بعد القلم العرش، ثم العرش، ثم السماء، ثم الظلمة، ثم الماء، ووضع عليه العرش.
قال: قول من قال: خلق الماء قبل العرش أصح لحديث أبي رزين عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: كان الماء في سطح الريح حين خلق العرش. قاله سعيد بن جبير عن ابن عباس. فإذا كان الأمر كذلك، فقد خلقوا قبل العرش.
وقال آخرون: خلق الله القلم قبل أن يخلق شيئا بألف سنة.
واختلفوا أيضاً في اليوم الذي بدأ فيه الله تعالى خلق السماوات والأرض، فقال عبد الله بن سلام وكعب والضحاك ومجاهد: كان بدء الخلق يوم الأحد، وقال محمد بن إسحاق: بداية. كان الخلق يوم السبت، وكذا قال أبو هريرة.
واختلفوا أيضاً في ما يخلق كل يوم، قال عبد الله بن سلام: بدأ الله عز وجل الخلق يوم الأحد، فخلق الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الطعام والجبال يوم الثلاثاء، وخلق الأربعاء، وخلق السماوات. . الخميس والجمعة، فأكمل الساعة الأخيرة من يوم الجمعة وخلق آدم فيها السلام عليكم، فهذه هي الساعة التي تقوم فيها الساعة.
وكذا قال ابن مسعود وابن عباس عن رواية أبي صالح عنه إلا أنهما لم يذكرا خلق آدم ولا الساعة.
قال ابن عباس من حديث علي بن أبي طلحة عنه: خلق الله تعالى الأرض برزقها من غير أن يخرجها، ثم استوى إلى السماء فسواها سبع سماوات، ثم دحرج الأرض قوله تعالى (والأرض بعد ذلك دحاها) النازعات: 79: 30 وهذا ما أقوله هو الصحيح.
وقال ابن عباس أيضاً، من رواية عكرمة عنه: إن الله تعالى وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن يخلق الدنيا بألفي عام، ثم دحرجت الأرض من تحت البيت، وقال ابن عمر نفس.
وروى السدي عن أبي صالح ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس ، عن مرة الهمداني ، وعن ابن مسعود في قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمُ الْأَرْضَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهَا سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) البقرة: 29، قال: إن الله تعالى كان له عرشه على الماء، وكان له عرش على الماء. لم يخلق. أي شيء خلقه قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا، فارتفع فوق الماء، فسماه. ولذلك سماها سماء، ثم جفف الماء فجعلها أرضا واحدة، ثم فرقها فجعلها سبع أرضين في يومين: الأحد والاثنين، فخلق الأرض على الحوت، والحوت هو النون. التي ذكرها الله تعالى في القرآن في قوله: (ن والقلم) القلم: 68: 1، والحوت في الماء على ظهر صخرة، وعلى ظهر صخرة ملك، وملك على صخرة، والصخرة في الريح، هي الصخرة التي ذكرها لقمان، ليست في السماء ولا في الأرض، ثم تحرك الحوت، فاضطرب واضطربت الأرض. وأركب عليها الجبال فقعدت فخرت الجبال في الأرض بكبراً هذا قول الله تعالى. وجعلنا في الأرض رواسي فلا تتحرك بكم). ألف سنة.
قلت: وأما ما ورد في هذه الأخبار من أن الله تعالى خلق الأرض في يوم كذا والسماء في يوم كذا، فهو كناية، وإلا لما كان يومئذ أياما ولا أياما. والليالي، لأن النهار ما بين طلوع الشمس وغروبها، والليل ما بين غروبها وشروقها. ولم يكن ذلك الزمن سماء ولا شمسا، ولكن المقصود بذلك أنه خلق كل شيء في مكان يوم، كما يقول الله تعالى: (ولهم فيه رزق غدوا وعشيا) مريم: 19 : 62 هناك لا صباح ولا مساء في الجنة.