أحمد برين.. زعيم مداحي الجنوب الكفيف الذي أنار قلوب التائهين

صوت من عالم آخر كأنه معجزة إلهية كاملة، ونغمة لم تتغير ولا تتغير بتغير الزمان أو تغير الأمكنة، إنسان أعمى أنار بصيرة الضال، نفس مدركة ألهمت رؤيا الطين صوت لا تسمعه ويبقى واقفاً في مكانه سيبقى الجسد ثابتاً أما القلوب والأرواح فسوف تتحرر ولو لدقائق قليلة سجن الجسد الذي تتأرجح فيه. الحركات الإيقاعية والموسيقية المتناغمة مع الموسيقى الصوفية. وهو كبير الممدحين وزعيم المطربين أحمد برين.

وتخليداً لسيرته الذاتية، ستعرض شاشة “الفيلم الوثائقي” لقطاع الإنتاج الوثائقي للشركة المتحدة قريباً فيلماً عن سيرة الراحل الكبير، يتتبع رحلة الشيخ برين، وما قام به من تطور بنية الإنشاد والشعر، وكذلك تطور القصيدة العربية البحتة.

وعن حياة الشيخ برين يمكن القول: في عام 1944، في قرية الدير التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، البيت الفقير الذي ولد فيه طفل اسمه والده أحمد، لا يعلم ذلك. وعندما يكبر هذا الطفل سيكون قائدا لدولة الغناء، ويسافر صوته ويحلق في أرجاء العالم… ملايين الألحان، من رحم المعاناة، خرج أحمد برين عنه لترى القلوب مثل الرائي الأعظم طه حسين الذي أنار العقول.

وفقد “برين” بصره في طفولته بعد إصابته بالحمى التي تسببت في فقدانه بصره في مرحلة مبكرة من حياته، كما فقد العميد بصره وهو في الثالثة من عمره. كلاهما حفظا القرآن من الكتاب ودرسا في الأزهر الشريف وسافرا إلى مدن الحضارة في أوروبا وسبحا وأنشدا للأزهر في القاهرة وباريس لطلب العلم، وكلاهما في حياة معيشية. حياة اقتصادية سيئة. والظروف الاجتماعية التي انعكست على إبداع كل منهما.

وعلى غرار الثنائيات الكبيرة، التقى ابن أخته مع مطرب الصعيد محمد العجوز، وقاما معًا بأداء مواويل مثل “السفينة” و”فرش وغطا” قبل أن يختلفا على طريقة الأداء، و فقرر كل منهم أن يسلك طريقه في عالم الغناء، رافضاً تغيير أسلوبه وأدائه الذي عرفه الناس به، وكانت هذه نقطة تحول في مسيرة الشيخ برين الذي وحده تألق ويمكن أن يصبح نجم الغناء الجنوبي، وكان محبوبا لدى الشباب أكثر من الكبار، الذين وثقوا مديحه من خلال مقاطع صوتية موزعة على الإنترنت. إنترنت.

تميز الشيخ أحمد برين بين زملائه المطربين بانفتاحه الشديد واهتمامه بقصص الأنبياء وقصص المديح الشعبي، وقبل كل شيء كان قاصاً للسير الشعبية، وكان يغني عن ميلاد السيدة العذراء وكذلك في يوم مولد السيدة العذراء. المولد النبوي، ليجتمع المسلمون على حبه والأقباط، رغم إتقانه للغة العربية بفضل حفظه للقرآن الكريم، لم يكن له قصائد الحلاج وابن الفريد لم يغنوا، بل وضعوا أسس المديح الشعبي واختاروا غناء الموال بطريقة شعبية تضاهي القصائد التقليدية.

ولم يحصل الشيخ برين على نصيبه من الشهرة على عكس زملائه المطربين، ولم ينل الفضل الكافي في الغرب، ربما لقلة الحفلات التي أحياها في الخارج وعزلته الشديدة، لكن الجميع اتفقوا على محبته وتقديره، ورغم غياب شيخ مديح الجنوب إلا أن صوته ما زال يتردد في قلوب الجميع. الغناء الصوفي العشاق والمتحمسون قاموا بهذه المهمة التي قد لا تكتمل فنجد أنفسنا أمام مكتبة أغاني كاملة اجتمع العشاق لترسيخ محتواها وبطريقة حماسية وغير منظمة تماما على مواقع التواصل الاجتماعي للتحميل مواقع الشبكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top