الفلسطيني إبراهيم نصر الله والسودانى حمور زيادة يحكيان عن مدن غيرتها الحرب

أقيمت ندوة “القاهرة تحكي المدن” بمشاركة الكاتب الفلسطيني نصر الله إبراهيم والكاتب السوداني حمور زيادة، ضمن مهرجان التحرر الثقافي، الذي تنظمه الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وجاءت الندوة ضمن فعاليات المهرجان. الليلة الماضية، وأدارها مصطفى الطيب.

وقال إبراهيم نصر الله إن كل ما يؤثر علينا ككتاب وكأشخاص هو عمل إبداعي، بل حقائق.

وأضاف: “ولدت في منتصف الخمسينيات، فكل المدن التي عشت فيها خلال كل تلك الفترات تغيرت وتغيرت جغرافيتها بالكامل. في المخيم عندما أنجبت طفلاً ثم انتبهت كانت الخيام”. ولكنها اليوم تغيرت واتسعت واتسعت طوال الحياة.”

وأشار نصرالله إلى أن السفر أثر فيه بشكل كبير، إذ ساهم في تأليف عدد من مؤلفاته سواء الشعرية أو الروائية.

وأضاف: “كنت أعتقد أنني سأقلل التجربة عندما كتبت الرواية، لكني اكتشفت أنها ستعود مرة أخرى. وذكر أن كتاب “السيرة الطائرة” مستوحى من الرواية، فإذا تم حذف اسمها، لكانت رواية عن فلسطيني ينتقل إلى مدن العالم، ويتفاعل مع مدينته ومدن العالم، ويشتاق لمدينته.

في حين قال حمور زيادة: “كلنا أبناء الحداد. نحن قادمون جدد إلى هذه الهاوية. لكنني لست في بلدي. والغريب أنني كنت في القاهرة عندما جئت إلى المنفى. وأضاف: “لا أعرف الآن إذا كنت سأعود إلى أم درمان مرة أخرى، لكني أعلم أنني سأستمر في الكتابة عنها. أشعر أنني أريد أن أجعل هذه المدينة حية حتى آخر لحظة تقرأ فيها كتاباتي”.

وفيما يتعلق بالحرب الحالية في قطاع غزة، قال إبراهيم نصر الله إن ما يحدث في فلسطين هو إبادة للشعب لجعله أقلية، حتى عندما أطلقوا على الفلسطينيين اسم العرب وليس الفلسطينيين. ويعتقد أن هذا إقصائي لأن العرب يقصدون أن لديهم مدن ودول أخرى. لقد صوروا دائمًا الأماكن الفلسطينية خالية من السكان، وهو ما كتبه في إحدى رواياته، فالإبادة حاضرة دائمًا في حياتنا، وما نشهده في غزة. تسليط الضوء، في رأيه.

وأضاف نصر الله: “في عام 1948، إذا وجدنا بعض الصور، فإن تلك الصور لا تمثل ما حدث. اليوم نرى كل شيء وكل شخص، وبالتالي من الأهمية الكبيرة والمدن الخطرة مرة أخرى مع الكتاب عندما تكتب عنها، يكون لديك أن أكتب بشكل جيد وهذه مسؤولية كبيرة
فلسطين اختبار يومي لضمير العالم عندما تكتب عن مكان ما، عليك أن تكتب بجودة عالية حتى لا يدمروا ذلك المكان مرة أخرى.

وعن كيفية مقاومة الناس في أوقات الحروب والأزمات الكبرى، قال زيادة إنه لا يعرف كيف يقاومون ويصمدون، ربما لأنه لا يوجد شيء آخر يمكن القيام به. الفن لا يمكن أن يتوقف، ولا يمكن للإنسانية أن تستغني عن الفن، وهذا الفن يساعد على المقاومة.

وأضاف: “تجربتي في مغادرة مدينتي هما تجربتان مختلفتان. المنفى السياسي الطوعي. كان هناك دائمًا شعور بالأمل في أنني سأعود ذات يوم، لكن الأمور تغيرت هذا العام. لم تعد هناك مدينة غير ذلك، وأنا لا أعلم إذا كنت سأعود إلى هناك مرة أخرى، هذا ما يجعلني أعيش في تفاصيل المدينة.” وللكتابة عنها، نحن الوافدون الجدد على هذه المأساة. لا يزال المرء في مرحلة الصدمة ويعيش يومه وهو يحاول أن يتذكر المدينة وروائحها، وسيأتي عليك وقت تجمع فيه هذه الأوراق وتكتب منها سودانيًا منفيًا.

في كتاب السيرة الطائرة كتبت سيرة سفري. إنها مبنية على فن الرواية، وإذا وضعت اسمي فيها ووضعت أي اسم آخر، ستكون رواية عن فلسطيني تائه. العالم وكيف يتعامل معه.

وعن العودة إلى المدينة قال نصر الله: “الفلسطيني لا يحتاج إلى تشجيع للعودة إلى وطنه، بل على العكس يريد العودة والعالم كله يمنعه من العودة إلى الوطن الوطن السؤال كيف يعود ليتوقف”. وليس سواء أردنا ذلك أم لا. النكبة مستمرة أيضاً”.

جدير بالذكر أن مهرجان التحرير الثقافي هو حدث ثقافي يستمر أسبوعًا تنظمه الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتمتد فعالياته حتى الاثنين 22 أبريل 2024، حيث يتضمن معرضًا للكتب بالتعاون مع مكتبات تنمية، وهي مؤسسة تاريخية معرض فني لأرشيف الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وورش عمل للحرف اليدوية بالقاهرة، ومجموعة مختارة من العروض الفنية وسلسلة من حلقات النقاش وورش العمل مع متحدثون خبراء ومتخصصون في مواضيع مختلفة عن القاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top