عبد الرحمن الأبنودي.. نهال كمال تتحدث عن "أول لقاء"

اليوم ذكرى رحيل الشاعر العربي الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي وافته المنية في 21 إبريل 2015. ومثلت الإعلامية الكبيرة نهال كمال جزءا أساسيا في حياة الأبنودي، فهي زوجته وأم ابنتيه آية ونور. وهي أيضًا شريكته التي حملت سيرة… عبد الرحمن الأبنودي بعد رحيله، لكن ما أول لقاء بينهما نعرفه من كتابها “مسكن في ظلمة النني” الذي فيه تقول تحت عنوان اللقاء: الأول:

ذهبت على مضض إلى أمسية الأبنودي الأولى، حيث دعاني ابن عمي لحضور أمسية شعرية للشاعر الاجتماعي عبد الرحمن الأبنودي، في المركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية الذي كنت طالبة في السنة الأولى بكلية الآداب آنذاك. التجارة بجامعة الإسكندرية لقد ترددت في قبول هذه الدعوة. لأنني في تلك الفترة كنت أنتمي بشدة إلى اللغة العربية الفصحى إلى حد التعصب وكنت “منظرا” بالنسبة للأديب الكبير عباس محمود العقاد، وكنت مفتونا بعبقريته ومؤلفاته وكتاباته المتنوعة. فروع المعرفة، ولكن في النهاية وافقت على مضض على الذهاب وقراءة الشعر العامي لصلاح جاهين وفؤاد حداد في تلك الليلة بالذات، ولكن من الناحية المذهبية، وهي أن الشعر العامي لا يرقى إلى مستوى الكلاسيكيات. عربي.

أعتقد أن هناك سببا آخر دفعني للذهاب، وهو الفضول لرؤية الشاعر العامي الذي عرفت اسمه من أغانيه ذات الطابع الشعبي، والتي حققت في ذلك الوقت نجاحا كبيرا، وأبهرتني كلماته الجديدة الأغنية، وخاصة أغاني محمد رشدي مثل “قمر إسكندراني” التي يقول فيها “في الغربة أنا ضائع، والناس ليس لها أسماء” أو “في يدي مزامير وفي قلبي مزامير”. أظافر”، وتفاجأت بوجود أغنية عاطفية تحتوي على كلمة “مسامير”! وأيضا أغاني عبد الحليم الوطنية “عدى النهار” و”أقسم بها الجنة وغبارها” وأغنيته لمحمد حمام و”يا بيوت السويس” وغيرها من أغاني الفنانات شادية وفايزة أحمد وغيرهم. مما مثل نقلة نوعية في عالم الغناء.

الآن، عندما أتذكر انطباعي الأول عن الشاعر الصعيدي الذي أصبح فيما بعد زوجي، أشعر بدهشة شديدة. كيف أدت هذه البداية إلى هذه النهاية؟! لكن القدر شاء أن تكتمل هذه القصة بطريقة تفوق كل الخيال والخيال وعندما وصلنا إلى قاعة المساء كانت مكتظة، ولم يكن هناك مكان للأقدام لدينا مقعدين فارغين في الجزء الخلفي من السطور، واستغربت من هذا الأمر. كنت أذهب إلى الأمسيات الشعرية، وأذهب إلى الأمسيات الشعرية في الإسكندرية، ولم يكن هناك الكثير من الناس.
وعندما دخل الأبنودي القاعة دخلها من الباب الخلفي ولا أدري لماذا؟ كان عليه أن يعبرها من وسط الجمهور الجالس على الجانبين حتى وصل إلى المنبر الذي كان عليه أن يقرأ فيه الشعر. كل ما أتذكره عن تلك الليلة هو أنه كان يرتدي قميصا أبيض بسيطا جدا وبنطالا أسود لفت انتباهي ذلك. كان شعره طويلاً، متروكاً على حالته الطبيعية، دون تصفيف، وكانت سوالفه طويلة مثل موضة تلك الفترة «الأزياء الهيبية»، وهمست في أذن ابنة عمي: «يبدو قليلاً». غريب. لكنه لا يناسبني؟!” فابتسمت وقالت: إنه مختلف.

الحياة في الظلام

وقلت في نفسي: بالفعل، إنه شعوري أنه ينتمي إلى عالم آخر غير عالمي، إما في مظهره أو في ملامحه المصرية، أو في سواد بشرته التي كان يفتخر بها دائمًا ويقول إن الجلد أسمر النيل، وأن ذوي البشرة الداكنة هم المصريون الحقيقيون، بينما يقول البيض دائمًا سماره من سمر النيل، وذوو البشرة الداكنة هم المصريون الحقيقيون، بينما البيض هم المصريون الحقيقيون. أراضي المحتلين من الأتراك والشركس والمماليك، وكنت أتهمه دائماً بالعنصرية لصالح شمر.

وعندما بدأ الأبنودي بإلقاء الشعر، ورغم شعوري بأنه من عالم آخر، شعرت بكلمات عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته الشهيرة “الحسين المتمرد”، أن “الكلمة نور”، و” انفتحت أمامي معاني نبيلة وشفافة ورقيقة، وأذهلتني البساطة الشديدة الممزوجة بعمق المعنى في قصيدته “مات الخواجة لامبو” وهي قصيدة رائعة. كان المغني والشاعر / الذي بجيتار حبيبته / الذي لمسه / الذي ملأ الليلة الإسبانية بمقاطع من الأمنيات والأغاني البرتقالية.

كانت هذه القصيدة نقطة تحول في حياتي وفي مفاهيمي عن اللغة العربية العامية والفصحى، فقد وجدتني أعيد النظر في أنواع الكتب التي أحب قراءتها، وانفتحت أمامي طاقة نور جديدة في التعبير، أو ما يسمى الآن بلغة الجسد. لفت انتباهي، وكان ماهرا في ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top