في زمن امتلأ بهتاف ورائحة حلم تغنوا فيه بالمجد والانتصارات روج له كبار الشعراء والأدباء والصحفيين والمذيعين والقاصين والمطربين والملحنين، سيطر الحلم على الأجواء العامة وتوجهت حواس الناس لدعم الشعب. أحلام وتطلعات القومية العربية تلوح في الأفق، في هذا الوقت خارج كفر القرينين بمحافظة المنوفية، عمدة صلاح ولد السعدني .
ولعل البيت الذي شهد أحداثاً تاريخية مهمة في مصر، مثل ثورة 1919، وثورة الضباط الأحرار، وولادة الجمهورية، وانحدار العهد الملكي، لم يكن البيت الذي خرج منه الكاتب الكبير محمود السعدني، برز أحد أساطير الكتابة الساخرة في مصر، وتخيل أن يخرج من صميمها فنان ومبدع صاحب أفكار وطنية وإبداعية، وكان له أمل جده والوطن. أمنيات عائلته، وكان من أبرز فناني جيله وكذلك الفنان صلاح السعدني الفنان المصري الأصيل والمثقف العضوي صاحب… الصفحات المضيئة والخالدة وعلامات الفن في التاريخ من الفن المصري .
لقد شكل وعي صلاح السعدني بالتحولات والموجات السياسية والاجتماعية الكبيرة جزءا لا يتجزأ من موهبته الكبيرة. كما أن خلفيته الثقافية التي ورثها صلاح السعدني عن أخيه الأكبر (محمود) ألهمته للكشف عن موهبته وموهبته. رغبته في دخول مجال التمثيل، وجعلته يدرك مبكراً ضرورة أن يكون الممثل على علم تام بكل ما يحدث حوله.
- ندوة "حق المؤلف وابتكارات الذكاء الاصطناعى" بالأعلى للثقافة الخميس
- هنرى ميلر أعلن العصيان على المجتمع الأمريكى والروس حرقوا كتبه.. سيرة أديب
وكان العمدة ضيفا متكررا على الصالونات الأدبية واللقاءات الفكرية، ومنها استمد جزءا من أدواره واكتسب تجارب جديدة أفادته في أعماله الفنية. واختار أن يرافق شقيقه للقاء مثقفين مثل كامل الشناوي، وزكريا الحجاوي، ونعمان عاشور، وألفريد فرج، وعبد الرحمن الخميسي، وغيرهم من الكتاب والنقاد الذين رفعوا الوعي في… القرن العشرين على يد مقهى “مطاطية” بميدان العتبة، ومقهى محمد عبد الله بالجيزة.
- بيع لوحة للفنان الياباني يوشيتومو نارا بمزاد سوثبى مقابل 12.3 مليون دولار
- هنرى ميلر أعلن العصيان على المجتمع الأمريكى والروس حرقوا كتبه.. سيرة أديب
كل ما سبق كانت تجارب تمكن من خلالها من اختيار أدواره بعناية وتجسيد صورة المثقف المصري، ومن بينها، كان الممثل يتقن العروض التراجيدية والكوميدية، ويتقن اللهجات الريفية والعليا. مصر. يتنقل بين الخلفيات الفكرية والأيديولوجيات، والشخصيات المختلفة كان الطالب الجامعي، والفلاح، والعامل، والعمدة، والمحقق والضابط وغيرهم، وأدرك أن الدراما الجيدة تتماشى مع الأدب الجيد هنا لديه أبطال يجسدون روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس.
قدم في فيلمه “فوزية برجوازية” صورة المثقف المنعزل عن الواقع الذي يعيش فيه، بأسلوب يسخر من مثقفي اليسار المنعزلين عن أفكار مجتمعهم، وذلك من خلال شخصية (عبد الواحد) الذي قرر أن ينفصل عن السياق السياسي المعاصر، ويكتفي بذاته، وينعزل عن رؤى وأفكار ربما انتهى زمنها، ليعبر بصدق عن واقعنا السياسي الذي نعيشه تعبير حي وقوي عن حال المصريين وانقساماتهم. الفجوة الدائمة بين المصريين في الأفكار والرؤى حقيقة سخيفة. يبدو أنه يدعو إلى معارضة الطبقة الغنية الاحتكارية المستغلة لصالح الطبقة العاملة من البروليتاريا، لكنه في الواقع محتال وانتهازي.
- ذاكرة اليوم 20 يونيو.. الفرنسيون يغلقون الجامع الأزهر ورحيل نازك الملائكة
- أفضل 100 كتاب فى القرن الحادى والعشرين.. رواية فيرونيكا
وفي مسلسل “رحلة الأحلام” قدم صورة أكثر مباشرة للمثقفين من خلال شخصية الكاتب المثقف الذي استطاع أن يفكر خارج الصندوق، ويحفز ويشجع الناس ومسار حياتهم على التغيير.
جسد في دوره البارز حسن أرابيسك صورة المصري البسيط، لكنه امتلك ثقافة واسعة، والدفاع عن الثقافة والهوية، وتاريخ أول حضارة إنسانية عرفها التاريخ، ورفض قوة القبح على الجمال، يمتلك المهنة التقليدية التي ورثها عن أجداده، للحفاظ على آخر بقايا صورة مصر الحضارية وعن الذوق العام للمصريين الذي تراجع وانحطاط بعد النفوذ. من الجماعات المظلمة على أفكار المصريين مثل. وهو نفسه قال من خلال شخصيته حسن في السجن: “نريد أن نصنع تحفة فنية. يرمز إلى تاريخ مصر كله، ولكن تاريخ مصر كبير وطويل جدًا: فرعوني، قبطى، روماني، يوناني، عربي، وعلى الجانب الآخر ينظر إلى البحر، لكن الطعم يختلف عن الطعم، فالطعم يختلف عن الطعم، واللون يختلف عن اللون، وكأنه يخاطب مصر كلها، التي أصبحت فعلًا فاعلًا داخل الزنزانة، لتتحول القصة كلها إلى رمز لدولة. مصر.
- بيع لوحة للفنان الياباني يوشيتومو نارا بمزاد سوثبى مقابل 12.3 مليون دولار
- هنرى ميلر أعلن العصيان على المجتمع الأمريكى والروس حرقوا كتبه.. سيرة أديب
الأمر نفسه تكرر في شخصية نصر وهدان القط، مدرس التاريخ في الجنوب، الذي يرفض إهمال تاريخه وتراثه الثقافي. ، ويحاول من خلال مهنته كمدرس للأجيال تعريف الطلاب بحضارتهم ليحافظ على مفردات أصالتهم، مجسداً صورة أهل الجنوب الذين يقدرون قيمة كل ما يأتي من صنع التاريخ لأنهم في الأساس بناة الحضارة التي لا يزال العالم يحتفل بها، ومن الذين ينهبون الآثار والتاريخ مقابل حفنة من… المال، كما كشف تاجر الآثار “عمران الجارحي” الذي لعب شخصيته الراحل حسن حسني.