يوم: 16 أبريل 641 م، المكان: حصن بابل في مصر القديمة الحدث انتصار جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص لتكون مصر من ذلك الوقت حاضرة إسلامية ودولة ضمن دويلات الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب ، بعد سقوط حصن بابل آخر معقل الدولة البيزنطية في القاهرة، وبعد زحف العرب على الإسكندرية، سيكملون آخر معاقل الرومان في مصر، منهيين وجودهم نهائيًا.
كان دخول جيش عمرو بن العاص إلى القاهرة وانتصاره على الجيش البيزنطي المتمركز في قلعة بابل مفاجأة كبيرة، ويتساءل البعض كيف يمكن لجيش لا يزيد عدده عن 4 آلاف مقاتل أن يدخل والجيش العظيم لا يمكن اختراقه؟ الحصن البابلي مقابل قوات داخل الحفرة ضعف عدد قوات المسلمين؟
- تعرف على مؤلفات الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم بعد رحيله أمس
- وزيرة الثقافة تكرم الفائزين بجوائز الدورة الثانية لمسابقة المركز القومى للترجمة
وذكر المؤلف محمد حسين هيكل في كتابه “الفاروق عمر” أن بعض المؤرخين وصفوا الأمر بالغريب، ويبحثون عن سبب له، زاعمين أن أقباط الفرما قدموا المساعدة للعرب أثناء الحصار، وكان هذا سبب قهرهم لعدوهم. وهذا ما يقوله المقريزي وأبو المحاسن، ويذكر ابن عبد الحكم “أنه كان بالإسكندرية أسقف قبطي اسمه أبو الميامين”. وبلغه قدوم عمرو بن العاص، وكتب إلى الأقباط يخبرهم أن الروم لن تكون لهم دولة. وأن مملكتهم قد اندثرت، وأمرهم بمقابلة عمرو، فيقال: وكان الأقباط الذين كانوا بالفرما يومئذ أعوانًا لعمرو». وهذا الذي ذكره ابن عبد الحكم ليس بأصح من رواية المقريزي ورواية أبي المحاسن وهذا أبو ميامين هو الأسقف بنيامين، ولم يكن بالإسكندرية حين قدم العرب مصر، لكنه بدلاً من ذلك فر منها منذ سنوات إلى قوص.
- جثمان الناقد الكبير أحمد شمس الدين الحجاجى يوارى الثرى بمقابر 6 أكتوبر
- تحديد موعد انطلاق مؤتمر أدباء مصر الـ 36 بعد نقله من الإسماعيلية إلى المنيا
- بيرس أنتوني.. تصدرت رواياته قوائم الأكثر مبيعا.. كيف كانت البداية؟
ولعل ابن عبد الحكم وغيره من المؤرخين المتأخرين أكدوا هذه القصة. ولم يجدوا تفسيرا لانتصار عمرو على الرومان، إلا أنه تلقى مساعدة من أهل مصر، فأكدوا القصة وصدقوها بناء على كراهية الأقباط لحكم الرومان وصعودهم في مواجهة الاضطهاد الديني. مجبراً عليهم. والحقيقة أن الأقباط لم يساعدوا المسلمين ولم يساعدوا الروم، ولم يكن لهم أثر في هزيمة المسلمين عدوهم والاستيلاء على مواقعه وحصونه.
- تعرف على مؤلفات الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم بعد رحيله أمس
- ذاكرة اليوم.. إنشاء إذاعة القرآن الكريم ورحيل تحية عبد الناصر وأحمد حلاوة - اليوم السابع
وبرر هيكل هذا الموقف تجاه شعب مصر بقوله إنهم شعب مصر ووقف إلى جانب الفصيلين المتحاربين في موقف المتفرج المتلهف. وقد أصابه الروم بصور من الظلم والاستغلال والاضطهاد، مما نزع عنه كل حماس لانتصارهم، ولم يكن يعرف ماذا يفعل العرب به أو يرحب بهم.