إبراهيم نصر الله يعيد نشر قصيدة عن الحرب تزامنا مع أحداث غزة

لقد كتب الأديب الفلسطيني الأردني إبراهيم نصر الله القصائد حتى قبل أن يكتب الرواية.

وفي الحروب السريعة يُقتل الكثير
السماء الرمادية، والطرق المضاءة بالدماء تبدو أضيق…
والمقبرة..
مساحة لم تكن مهيأة لاستقبال الآخرة!
وعند الضحى تنزل نار جهنم…
يتصاعد دخان كثيف
يسقط الليل على الناس
– أين الطريق إلى البيت، يسأل سائق التاكسي؟!
سألته امرأة: هل رأيت فتاة وفي يدها ولد ميت؟
لابسة طبقة من الدم، وتمشي بنصف رقبتها؟!
في الشمال من الدخان يضيع الجنوب
وفي هاوية الغرب يقع الشرق!
وفي مثل هذه الحروب يقول المذيع:
جميع الإصابات بالطبع أكثر دقة!
ساعتين، ثلاث ساعات..
تعود الجيوش محملة بأخف الغنائم وأثمنها:
أرواح الذين قتلوا!
وقبل أن تعلم الأمهات بذلك، اختفت الأشبال
لقد رحل المغيرين
هل سبق لك أن رأيت جثة نحيفة مثل عود الخيزران، ومن يشبهني؟!
سوف أسألني!
هل انتهى من كتابة تلك القصيدة؟
إذا صرخت هل سيسمعني؟!
ثم يتركه لي بعد أن يدفنوه على حافة القبر
تلك القصيدة في كفي؟!
أنت مثلي تكتب لتبديد هذا البياض
واتركني لأعيش!
نظرت خلفي ورأيت الظلال تلوح في وجهي
لقد عدت
صرخت زوجتي في وجهي: هل أنت مجنون؟!
كان أطفالي وعائلتي يصرخون
وبعد دقائق عدت بظل على كتفي
وقيل: يشبه ظلي!
كل حرب تنتهي
تمحى البيوت وتبقى البيوت
كل حرب تنتهي، ولكن السواد يبقى، والصمت يبقى
كل حرب تنتهي بقائمة من الخسائر:
أسماء القتلى والجرحى
ويسقط منه عذاب أرواح من لم يموت!
*
الحروب السريعة لا تنتهي أبدا، مثل الحروب الطويلة.
لا يوجد شيء مثل رؤية الغد أكثر من أي وقت مضى
أن تتسلل إلى بلد بلون الدخان
ومرة أخرى تشرق قلوبنا بسلام حزين
نقوم بإبعاد الأنقاض عن عتبات المنازل
نحن نزرع شجرة السرو هنا
هناك نخلة
فلنغسل وجه الفضاء بالتسامح
ويعيش الرضا
نبحث في قلوبنا عن مكان تنيره عيون الراحلين
ونقوم بجمع ما تبقى من الصور خلفها
فلنقيم في كل بيت جديد معرضًا لهم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top