لم يكن المؤلف والكاتب الراحل أنيس منصور صحفيا وصل إلى أعلى المراتب في بلاط صاحبة الجلالة فحسب، بل كان من شواهد العصر، ورفيق الأدباء، كاتبا كان ولا يزال مثيرا للجدل بأفكاره. نكون. التي وضعها في كتبه ومقالاته أو ذكرها في لقاءاته وحواراته المختلفة.
يعتبر أنيس منصور من أكثر الكتاب إنتاجا، وفي ذلك ينظر إليه بشكل ما على أنه استمرار واستكمال لجيل من المفكرين والكتاب والأدباء الذين عرفوا بغزارة إنتاجهم، ورغم أن الكثيرين يختلفون عليه وعلى وما يكتبه، سواء كان مترجماً أو كاتباً، لا يختلف أحد على أن هناك قراء يتابعون ما يكتب منذ سنوات، وقد نُشرت بعض كتبه في أكثر من 20 طبعة خاصة. كتابه الأكثر شهرة في أدب الرحلات، حول العالم في 200 يوم. وهو الكتاب الذي أهل أنيس منصور للفوز بجائزة الدولة التشجيعية عام 1964، وكان ذلك في الوقت الذي نشر فيه نحو 64 كتاباً في الدراسات الأدبية والفلسفية والترجمة والقصة القصيرة والرواية والمسرح.
وكانت كتاباته عن الوجودية من أفضل ما كتب عنها باللغة العربية، وكان أعظم قارئ في الوطن العربي، كما وصفه المؤلف طه حسين منصور، ولم يترجم ما قرأه من المصادر الأجنبية، لكنه استوعب تماما ما قرأ ثم بدأ بكتابة مقال عن الموضوع بعقل مفكر فلسفي، أضاف معلومات ورؤية جديدة إلى عموده اليومي ليزود بها القارئ المصري والعربي معلومة جديدة أو أكثر في كل مقال. له أسلوب أو تركيبة خاصة في الكتابة يصعب تقليدها. انجذب إليه ملايين القراء في جميع أنحاء الوطن العربي، وتوافدوا على مقالاته وكتبه ومؤلفاته التي حققت سجل أرقام المبيعات.
وتميز أنيس منصور ببساطته التي أكسبته الخلود على صفحات التواصل الاجتماعي ورغم غيابه 13 عاما، إلا أن كلماته لا تزال حاضرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نجح في الصحافة والثقافة والجمع بين السياسة. بطريقة بسيطة، كما تمكن من التواصل مع الأجيال بطريقة نادرة. كما تمكن من تعريف المصريين بالعالم الخارجي من خلال أسلوبه البسيط، وهو الدور الذي لعبه باقتدار لعقود طويلة، خاصة من خلال عموده في الأهرام. “مواقف”. كان أنيس منصور ركيزة مهمة وأساسية في حياة أجيال كاملة من الشباب الذين نشأوا وهم يقرؤون كتبه ويتابعون مقالاته.