ماذا قال عبد الملك بن مروان في وصيته قبل الرحيل؟

توفي عبد الملك بن مروان سنة 86هـ، المؤسس الثاني للدولة الأموية، وخليفة المسلمين نحو 21 سنة، فما كانت وصيته لابنه المولود قبل وفاته، بحسب ما نشر في الجريدة. كتاب التعزية “مرثيات ومواعظ ومواعظ” للمؤلف: محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي المعروف بالمبرد.

ولما حضر الموت قال عبد الملك بن مروان لبنيه: أوصيكم بتقوى الله، فإنها عصمة دائمة وجنة حامية. التقوى خير رزق، وخير مستقبل، وحصن كهف، وأجمل زينة. وليعطف كبيركم على صغيركم، وليعرف صغيركم حق كبيركم، مع سلامة القلوب وقبول الطيبات. إذا فعلت هذا تكون مستحقًا للإكرام، ويخافك أعداؤك. احذروا الكبر والحسد فإنه به هلك الملوك قديما وأهل المجد المتكبرون. انظر يا بني إلى مسلمة بن عبد الملك، واترك رأيه، فإنه عجلك الذي تمكر عليه، ودرعك الذي تعوذ به. وأكرموا الحجاج فهو الذي صعد لكم على المنابر، ويكفيكم أن تقتحموا تلك الأقواس. كونوا أبناء صالحين، أحرارا في الحرب، كونوا منارة للرفق، صابرين في المرارة، لينينين في العسر.

ثم رفع رأسه إلى الوليد فقال: لا أقلق عليك يا وليد، أتغمض عينيك كما تغمض الجارية، بل تشمر منطقةك وتلبس جلد النمر، وتنادي الناس إلى المبايعة. البيعة من قال ذلك برأسه قاله بالسيف. أوصيك بخير أخيك عبد الله بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز. لا تقم بإزالتها أو استبدالها. أوصيك بابن عمنا هذا يعني علي بن عبد الله بن العباس. أما الحجاج فلا يمكنك الاستغناء عنهم.

ثم أرسل إلى خالد وعبد الله ابني يزيد بن معاوية. فلما جلسوا قال: ما تقولون: هل أبايعكم الوليد؟ قالوا: معاذ الله يا أمير المؤمنين. قال: لو قلت غير ذلك لقتلتك على هذه الحالة. الوقوف. ثم قاموا وخرجوا. ثم دعا بالقداعة مع عدة ابنه، فأمر بإنزالها، ثم دفعها إلى المولود فقال: اكسرها. لم يستطع أن يفعل ذلك. ثم أعطي لآخر، ثم آخر، حتى استقروا جميعا، ولكنهم تعبوا في كسره، فأمر بفصله. ثم أعطى كل واحد منهما كوبًا وأمره بكسره، ففعل، وقال: هكذا تأتون بعدي، لا يكسره أحد، وإذا تفرقتم كسرتم. قال: احفظوا آياتي هذه: الكامل

تخفيف الضغينة عليك وعليكم … عند غروب الشمس وبحضور شهود

بالصلح على العلاقات المتبادلة ما دمت حيا… فإن أطال عمري وإن لم يطول

لذا، مثل عدم يقين الزمن، جمعكم معاً… بالتواصل والرحمة والمودة

حتى تلين قلوبكم وجلودكم… لمن اسود منكم وغير ذلك

فإذا اجتمع الكأسان حطموهما… بالكسرة غضب، والكسرة قوية

يقوى لكنه لا ينكسر، وإذا تفرق… فالضعف والانكسار لمن تفرق.

ولما مات سجاح الوليد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ما أصابني مصيب قط ولا نعمة لم أصابني رؤيته. . لقد فقد الخليفة إنا لله وإنا إليه راجعون، رغم المصيبة الكبرى. والحمد لله رب العالمين على نعمه العظيمة. ثم دعا الناس إلى البيعة، فبايع الناس ولم يتخلف أحد. وسمع أحد أبناء عبد الملك يبكي ويقول: والله لقد مات أمير المؤمنين. قال: ويلك، لا تقل ذلك، ولكن قل كما قال أخو بني أسيد أوس بن حجر: الطويل.

إذا رفع أحدنا طرف نابه… يقضمنا ناب آخر مدبب

ووعظ أبو قيس بن سرمة الأنصاري ابنه بموته فقال: الخافف

يا بني لا تقطع الرحم… اجعلها أقصر من طويلة

واتقوا الله في الأيتام الضعفاء… ولعل ما لا يحل يصبح حلالا

واعلم أن لليتيم ولياً.. عالماً يرشدك دون سؤال

يا بني الأيام ليست آمنة.. واحذر غرورها وهول الليالي

واعلم أن مرارتها من إرهاق … خلق ما كان جديداً وقديماً

ووحدوا أمركم على البر والتقوى.. وهجروا الزنا وخذوا الحلال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top