خالد دومة يكتب: طبتم وطاب ناديكم

عندما تتلامس الأفكار تولد المعرفة والأدب، أفكار تثري الإنسان، وتحمل على أكتافهم معاني عظيمة، يرى العالم من زواياه المتعددة، وبذلك تتشكل صورة صحيحة عن ذلك العالم الذي نعيش فيه، وفي مداره ندور. وفي يوم واحد من كل أسبوع يلتقي الأستاذ بالصحفية ريبيكا وآخرين.

هناك حديث وحديث عن أحوال العالم الذي ننتمي إليه. يخرجون إلى الحياة ليملأوا نفوسهم بها، ويتحدث كل منهم إلى قلوبهم وأرواحهم، ويعبر المرء عما لديه، ويتلقى من الآخرين، ويتلقى منهم نادي الإمدادات الروحية. أخبر صديقي عن هذا اللقاء الأسبوعي بينهما، وعن المحافظة عليه والشغف به، وما يدور في جلستهما المعتادة، والأفكار التي يتبادلانها بينهما. وعلينا أن نعممها، حتى يكون لكل منا ناديه الخاص الذي يلجأ إليه، يوما واحدا في الأسبوع، حياة مصغرة للوجود الإنساني، فرصة للتغيير من نمط الحياة الجاف، من الوتيرة التي يكثر فيها الإنسان يمكن أن يقتل، وهو ما يجعله أشبه بالآلة. وفي وسطها ينسى نفسه، ومع مرور الوقت تصبح عادة لعينة. تطارده، وعندما يحاول الهرب منها يفشل، فتقيده بأصفاد يديها، وتجعله يفقد مشاعره، وتفقد شغفها بالحياة. وفي هذا النادي، هناك فرصة كبيرة للإنسان لتجديد روحه وروحه. روح، فعّل قدراتك وأزيل غبار الحياة الذي تراكم عليه.

إنها القيادة الحكيمة لتربية النفوس، والتوازن بين عالمين يكمنان في الإنسان، عالم الروح وعالم الجسد، فهو يأخذ جزءاً من كل منهما، فيصبح لحياته معنى، ولوجوده قيمة وفي عالم البيت الصغير هناك حياة أخرى، وهي لا تعطي الإنسان كل ما يريد، ويمكن للأب أن ينظر أمام أسرته بطريقة مختلفة، فهو أب للأطفال، ومكانته. ومن بينهم يفرض الكثير من الحكمة والكرامة. إذا بقي الشخص على هذا النحو، فيمكنه أن يشعر بالكثير مما ينقصه. والذهاب بين أصحابه وأقرانه ويقول ما يريد، دون تحفظ أو خوف، يريح الإنسان من الهموم والمسؤوليات، فيصبح أكثر نشاطاً في حملها والخوض فيها، مستعداً للمزيد منها، وكأنه هو خلق درع قوي يحميه من ضربات الملل والرتابة نحتاج لهذه الفكرة التي ليست علاجا كافيا بل تعليم وزيادة في العلم والمعرفة والأدب تذكرني بصالونات العباقرة في قرن الماضي حيث كان يجتمع الأدباء والشعراء وأساتذة العلم والأدب مثل صالون العقاد ومي وغيرها من النوادي واللقاءات الدائمة وما كان يدور فيها من متعة وحوار أثرى الحياة الثقافية ليس في مصر فقط لا . ولكن في العالم العربي . بوركت وبارك في ناديكم الموقر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top