تفسير القرآن..ما قاله القرطبي في إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث

واليوم نواصل الوقوف مع كلام الإمام القرطبي في تفسيره المعروف بـ “الجامع لأحكام القرآن وبين ما فيه من السنة والمفرقان”، ونقرأ ما قاله في تفسير سورة يس في “الآية 14” (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوْهُمَا فَشَدَّدْنَاهُمْ بِثالثٍ فَقَالُوا إِنَّا جِئْنَا إِلَيْكُم مُرْسَلِينَ).

وفي قوله تعالى: “إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما وعززنا بثالث فقالوا إنا أرسلنا إليكم”.

فلما أرسلنا إليهم اثنين أضافه الرب إلى نفسه، لأن عيسى أرسلهم بأمر الرب، وكان ذلك عندما بعث عيسى في السماء، ولكنهم كذبوا، فتقوينا بثالث، و “قالوا: “أرسلنا إليك” أي: كذلك شددنا الرسالة وشددناها “بثلث”، وقرأ أبو بكر عن عاصم: “وكذلك شددنا بثلث” بالتنوير، والباقي عندهم. قال الجوهري: وقال الله تعالى: «وكذلك عززنا بثالث «أخف وأشد» يعني: شددنا وأكدنا: حدثني عنه أبو عمرو بن العلاء عن المطلب:
أجد أنه إذا ذهب قوى لحمه، وإذا قسى في لحمه لم ينزف

وهو: لا ترجو، فالقراءتان في الجملة، وقيل: الفرج بمعنى «غلبنا وانتصرنا»، ومنه: «وقويني» في الخطاب، وشدد عليه في الحديث. بمعنى “شددنا وزادنا”، وفي القصة: أن عيسى أرسل إليهم رسولين، فلقيا رجلاً عجوزاً يرعى غنائمه، وهو حبيب النجار صاحب “ياسين”. فدعا به إلى الله وقال: نحن رسل عيسى، الذين دعوناك إلى عبادة الله وقالوا: نشفي المرضى. مجنون، وقيل: كان مريضاً في الفراش فمسحه، وقام إن شاء الله صحيحاً، فآمن الرجل بالله، وقيل: كان الذي أبعد الجزء من الجنة. ركضت المدينة. فعرفت حالتهم، فشفوا كثيرين من المرضى، وأرسل إليهم الملك – وكان يعبد الأصنام – يستشيرهم، فقالوا: نحن رسول يا عيسى: ما هي علامتك؟ قالوا: شفاء الأكمه والأبرص، وشفاء المرضى بإذن الله، وندعوكم إلى عبادة الله وحده، فضربهم الملك، فقال وهب: أخذهم الملك وجلدهم . مائة ضربة. ثم وصل الخبر إلى عيسى، ولذلك أرسل معه سلاماً ثالثاً وأبلغ الملك بحديثه، فأراحه إليه وأظهر موافقته على دينه. وكان الملك مسرورا بطريقته. ثم قال ذات يوم للملك: سمعت أنك حبست رجلين يدعونك إلى الله، فلما سألت عنهما ما وراءهما، قال: منعني الغضب من السؤال، قال: إذا جئت بهما، فأمر بذلك، فقال لهم شمعون: ما دليلكم على ما تدعون؟ قالوا: نشفي الأكمه والأبرص. فأتي بصبي مدهون العينين، وكان موضع عينيه كالجبهة. فدعا ربهم، فانشق مكان بصره حبات من طين ووضعها في خديه، فصارت مقلتين يبصر بهما: هذا غلام مات منذ سبعة أيام، ولن أدفنه قبل أن يأتي أبوه ليحييه؟ فدعوا الله جهرا، ودعاه شمعون سرا، وقام الميت حيا، وقال للناس: مت منذ سبعة أيام، ووجدت مشركا، فأنا في سبعة أودية موضوعة من النار، وأنا أنذركم ما أنتم فيه، فأمنوا بالله، ثم فتحت أبواب السماء، فرأيت شابا جميل الوجه يدخل بين يدي هؤلاء الثلاثة، حتى رزقني الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن يسوع هو روح الله وكلمته، وأن هؤلاء رسل الله، فيقولون له: أهذا سمعان أيضًا معهم؟ ؟ قال: نعم، وهو أفضلهم، فأخبرهم شمعون أنه رسول المسيح إليهم، وقد مس كلامه الملك، فدعاه إلى الله، فآمن الملك بين كثير من الناس و غيرهم من الكفار.

وقال القشيري إن الملك آمن ولكن قومه لم يؤمنوا، وصاح جبريل صرخة قتلت كل من بقي من الكفار لا يعرفون التكلم بلغاتهم ولغاتهم، فأعطاهم الله صلوا وناموا في بيوتهم. مكان. فاستيقظوا من نومهم وحملتهم الملائكة وسقطوا في أرض أنطاكية، وكلمها كل واحد. الصديق في لغة الناس وهذا ما قاله: أيده بروح القدس، فقالوا كلهم: إنا أرسلنا إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top