اليوم ذكرى وفاة الشاعر الكبير محمد الماغوط (1934-2006) الذي يعتبر من أبرز الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين. كتب العديد من الدواوين الشعرية الخالدة، وتحدث عنه الأدباء، ولكن ماذا قال عنه الشاعر الكبير ممدوح؟
وفي كتابه هواجس الشعر يقول ممدوح عدوان تحت عنوان “كيفية تقديم قنبلة” أنه كتبها بمناسبة تكريم محمد الماغوط فقال:
- يوسف حسين بعد فوزه بجائزة كتارا: أحتاج إلى هدنة ذهنية كى أستعيد شغفى
- مقتنيات المتحف المصري.. كرسي توت عنخ آمون
عندما أردت أن أكتب هذه الكلمة للتعريف بمحمد الماغوط، لم أحتاج إلى قراءتها مرة أخرى. لقد اكتشفت أنه موجود في ضميري، وهو ما أخشاه. تسربت كلماته وظلت راسخة في ضميري. تذكرت حقي الذي منحت لي منذ طفولتي، وهو الاعتراف بالخوف والذل والقمع.
لم يكن لمحمد الماغوط صوت في الساحة الشعرية العربية في الخمسينيات، بل انفجرت هناك قنبلة فراغية.
هذا الرجل الذي لم يأبه للوزن ولا للقافية ولا للآداب ولا للطقوس السياسية، كان يرى نفسه يتيمًا مشردًا، وكان يعلم بحدس الإنسان الأول أن العالم يتآمر عليه. ولذلك فإن أي مؤامرة أخرى في هذا العالم المخادع لم تكن صالحة لصرفه عن مواجهة هذه المؤامرة الكونية.
- 31 مايو.. آخر موعد للتقدم لجائزة سرد الذهب من مركز أبو ظبي للغة العربية
- فتح باب التقدم لدفعة جديدة بمدرسة "خضير البورسعيدي" للخط العربي
- "نافذة تيفانى" تحطم الرقم القياسى بمزاد عالمى وتباع بـ12.5 مليون دولار
ولأنه لا يخجل من دموعه وهزائمه واعتراف العالم بذله، علمنا أن الاعتراف بهذا الذل هو النصر الوحيد الذي يستحقه أمثالنا في عالم مثل هذا.
- "نافذة تيفانى" تحطم الرقم القياسى بمزاد عالمى وتباع بـ12.5 مليون دولار
- توقيع ومناقشة كتاب "مصر يا عبلة.. سنوات التكوين" لـ محمد عبلة بمكتبة القاهرة
محمد الماغوط
- يوسف حسين بعد فوزه بجائزة كتارا: أحتاج إلى هدنة ذهنية كى أستعيد شغفى
- سمير غانم.. كيف غيرت دعوة والدته حياته ولماذا أراد أن يصبح مثل نور الشريف؟
ولذلك لم أشعر قط أنني أقرأ الماغوط. على العكس من ذلك، كنت أشعر دائمًا أنه يعلمني آداب الانفعالات الوقحة، التي لا تصلح لأي شيء، يتوغل في أعماق روحي ليجبرني على الاعتراف بتواضعي الذي أدخلني إليه هذا العالم الذي أعيش فيه.
- مقتنيات المتحف المصري.. كرسي توت عنخ آمون
- يوسف حسين بعد فوزه بجائزة كتارا: أحتاج إلى هدنة ذهنية كى أستعيد شغفى
فها هو شخص واحد في العالم يعلن أنه يحشو بندقيته بالدموع، وأنه يرغب في أكل النساء بالملاعق، وأنه لا يرى فرصة للحنان إلا أن يضع ورقة على إشارة المرور ليناديها: “أمي”. “، وأمر السحاب بالانصراف.
- مقتنيات المتحف المصري.. كرسي توت عنخ آمون
- 31 مايو.. آخر موعد للتقدم لجائزة سرد الذهب من مركز أبو ظبي للغة العربية
- "نافذة تيفانى" تحطم الرقم القياسى بمزاد عالمى وتباع بـ12.5 مليون دولار
وبينما نرى التباهي بالقوة الزائفة، هنا شخص يعلمنا أن نحب ضعفنا، يعلمنا في مواجهة الانتصارات الإعلامية المصورة أن نعتز بهزائمنا، وفي مواجهة القدور الوهمية التي نعلمنا البكاء. وفي مواجهة الانتماءات المخيفة، يعلمنا أن من حقنا أن نطالب بلداننا بأن تعيد لهم الأغاني والدموع وكل فاصلة في أغاني حبنا، قبل أن يخرجونا من جحيمهم.
- 31 مايو.. آخر موعد للتقدم لجائزة سرد الذهب من مركز أبو ظبي للغة العربية
- توقيع ومناقشة كتاب "مصر يا عبلة.. سنوات التكوين" لـ محمد عبلة بمكتبة القاهرة
- سمير غانم.. كيف غيرت دعوة والدته حياته ولماذا أراد أن يصبح مثل نور الشريف؟
ذات يوم كتب صديقي الشاعر علي كنعان: “سيكتفي وجه التاريخ بأمجادنا نحن مهزومون”.
واليوم أقول بكل فخر أنه سيكفي الحماسة الشعرية عند العرب المعاصرة احتواء تلك الهزائم العاطفية التي عرفها محمد الماغوط، بدءاً من الهزائم في الجبهات إلى هزائم الروح، ومن ضياع الأرض إلى ضياع الوطن. الكرامة، من الحداد على الحكام إلى الحداد على العائلة، ومن الحاجة إلى الطعام إلى الحاجة إلى الدفء.