مسلسل الحشاشين الحلقة 23.. معنى التكفير ومن له الحق فى إصدار الحكم

شهدت الحلقة 23 من مسلسل القتلة محاكمة زيد بن صيحون المتهم بالانحراف عن الدين وعدم القتال وشرب المحرمات، ورجل معروف بالعدل والتقوى متهم بالكفر، رد هاوس على الكفارة، معناها وضوابطها.

وبحسب دار الإفتاء المصرية، فإن التكفير يتعلق بتطبيق أحكام الكفر، فيجب أولاً تعريف الكفر، لأنه ثبت أن حكم الشيء منفصل عن مفهومه.

تعريف الكفر: الكفر في اللغة: عكس الإيمان له معاني أخرى كنكر النعمة وغيرها، ويسمى في المعاجم: الكفر بالله (من سياق النصر) إلى الكفر كالكفر والكفر والكفر، ولذلك فهو كافر، والجمع هو: كفر وكفر. وهو كافر أيضاً، وهو كافر، والجمع كافر. فهي كافرة، والجمع كافر. انظر: مقال “لسان العرب” (كفر)، ومقالة “القاموس الوسيط” (كفر).

قال الراغب الأصفهاني في “” مفردات فتح القرآن “” (1/ 435) : [ويقال: (كفر فلان) إذا اعتقد الكفر، ويقال ذلك: إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقد؛ ولذلك قال تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾ [النحل: 106] أوه

والكفر في الشريعة الإسلامية: [إنكار ما علم ضرورةً أنَّه من دين سيدنا محمَّدٍ صلى الله عليه وآلة وسلم كإنكار وجود الصَّانع، ونبوَّته صلى الله عليه وآله وسلم وحرمة الزِّنا ونحو ذلك] انظر: “”المنثور في القواعد الفقهية”” (٣/ ٨٤).

قال الإمام الغزالي في “الاقتصاد في الاعتقاد” (ص ١٥٦): [كل حكم شرعي يدعيه مدعٍ فإما أن يعرفه بأصل من أصول الشرع من إجماع أو نقل أو بقياس على أصل، وكذلك كون الشخص كافرًا إما أن يدرك بأصل أو بقياس على ذلك الأصل، والأصل المقطوع به أن كل من كذَّب محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم فهو كافر] أوه

وقال أيضاً في “فيصل الفرقة بين الإسلام والزندقة” (ص88-89): [اعلم أن شرح ما يكفر به وما لا يكفر به يستدعي تفصيلًا طويلًا يفتقر إلى ذكر كل المقالات والمذاهب، وذكر شبهة كل واحد ودليل ووجه بعده عن الظاهر، ووجه تأويله، وذلك لا يحويه مجلدات، ولا تتسع لشرح ذلك أوقاتي، فاقنع الآن بوصية وقانون:

أما الوصية: فأن تكف لسانك عن أهل القبلة ما أمكنك، ما داموا قائلين: لا إله إلا الله محمد رسول الله، غير مناقضين لها، والمناقضة: تجويزهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعذر، أو غير عذر، فإن التكفير فيه خطر، والسكوت لا خطر فيه.

أما القانون: فهو أن تعلم أن النظريات قسمان: قسم يتعلق بأصول القواعد، وقسم يتعلق بالفروع… إلى أن قال: لا تكفير في الفروع أصلًا، إلا في مسألة واحدة، وهي أن ينكر أصلًا دينيًّا علم من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالتواتر، لكن في بعضها تخطئة، كما في “الفقهيات”، وفي بعضها تبديع، كالخطأ المتعلق بالإمامة وأحوال الصحابة] أوه

جاء ذلك في “المعارض المعرب” (12/ 74) للونكريسي : [قال الأبياري وغيره: وضابط ما يكفر به ثلاثة أمور؛ أحدها: ما يكون نفس اعتقاده كفرًا كإنكار الصانع وصفاته التي لا يكون إلا صانعًا بها، وجحد النبوءة.
الثاني: صدور ما لا يقع إلا من كافر.
الثالث: إنكار ما علم من الدين ضرورة؛ لأنه مائل إلى تكذيب الشارع. وهذا الضابط ذكره الشيح عز الدين بن عبد السلام في “قواعده”، والقرافي في “قواعده” وغيرهم] أوه
قال الإمام القرافي في “أنوار البروق في نواة الفروق” (4/ 115) : [وأصل الكفر إنما هو انتهاك خاص لحرمة الربوبية، إما بالجهل بوجود الصانع، أو صفاته العلية، أو جحد ما علم من الدين بالضرورة] أوه
ولا يكفر المسلم بذنبه:

ومن أصول عقيدة المسلم أنهم لا يكفرون أحدا مسلما بذنب ولو كان كبيرا – دون الشرك، يقول الله تعالى: “إن الله لا يغفر ذلك” ولا يشرك به أحد شيئا، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك معه». والله لقد افترى ذنبا عظيما. [النساء: 48]ولا يحكمون على مرتكبه بالكفر، بل يحكمون عليه بالفجور وعدم الإيمان إلا إذا رأى ذلك حلالاً. لأن أصل الكفر تعمد الإنكار، لفتح القلب له، واطمئنان القلب به، وهدوء النفس له. قال الله تعالى: “من كفر بعد إيمانه بالله إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ومن ينشر في قلبه الكفر فإن عليهم غضب”. عند الله ولهم عذاب عظيم . [النحل: 106].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاثة أساس الإيمان: أن تذكر ممن ولو فيقول: لا إله إلا الله، ولا تكفره». بإثم، ولا تخرجه من الإسلام بفعل…» رواه أبو داود في «سننه» (كتاب الجهاد) حديث (٢٥٣٤)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (2/189).

قال الإمام النووي في “شرح صحيح مسلم” (1/150) : [اعلم أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب، ولا يكفر أهل الأهواء والبدع -الخوارج، المعتزلة، الرافضة، وغيرهم-، وأن من جحد ما يعلم من دين الإسلام ضرورة حكم بردته وكفره، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة ونحوه ممن يخفى عليه، فيعرف ذلك، فإن استمرَّ حكم بكفره، وكذا حكم من استحلَّ الزنا أو الخمر أو القتل أو غير ذلك من المحرمات التي يعلم تحريمها ضرورة] أوه

تعريف التكفير: التكفير نوع من الكفر، وهو مصدر للكفر.

حكم المصالحة:

صفة الكفر تدور حول حكمين: أحدهما: النهي، إذا كان الموصوف بالكافر مسلماً ويبقى على إسلامه، ولم يثبت كفره؛ لقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن سلم عليك لست مؤمنا”. [النساء: 94]وبناء على قوله صلى الله عليه وآله وسلم: “”من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم الذي يستجير بالله ويجير رسوله”” . اتقوا الله في حفظه». رواه البخاري في «صحيحه» (كتاب الصلاة) حديث (٣٩٣).

وقوله: «من قال لأخيه: يا كافر، فقد وفى أحدهما إن كان كما قال، وإلا فقد أعاده البخاري في «صحيحه»». (الأدب) ومسلم في «صحيحه» واللفظ له «كتاب الإيمان» (٢٢٥).
الثاني: أنه يجب إذا كان وصف الكفر ممن هو أهل له من المفتين والقضاة، وكان الموصوف بالفضل ممن تتوفر فيه شروط الكفر المتقدمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top