خلال أحداث مسلسل القتلة والذي يعرض بالتزامن مع عرضه على منصة Watch It على قناة DMC ضمن دراما رمضان 2024، لجأ حسن الصباح “كريم عبد العزيز” على متابعيه من مجموعة القتلة قسرياً لقراءة رسائل إخوان الصفا، في ظل حربهم الكبرى مع الدولة السلجوقية، وهم إخوان الصفا، وما هي رسائلهم الموجودة حتى يومنا هذا؟
إخوان الصفا هي جماعة باطنية سرية خلطت الفلسفة اليونانية والعقيدة الباطنية مع العقيدة الإسلامية، وهم بذلك أولى ثمار الحركة الباطنية التي استغلت التشيع والصوفية الفلسفية غطاءً لنشر رسائلها وأفكارها، و وكان أول ظهور لها في البصرة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري.
ولجماعة إخوان الصفا مؤلفات كثيرة منها “روائع إخوان الصفا وهناك كتاب آخر ألفه الحاكم المجريطي القرطبي المتوفى سنة 395هـ تقلد فيه”. تحفة إخوان الصفا وأسماها “رسائل إخوان الصفا”.
وفي مقدمته لكتاب “رسائل إخوان الصفاء”، وصف عميد الأدب العربي تلك الجماعة بالفاسدة، “رسائل إخوان الصفاء”، وأشار إلى أن ذلك يمثل تناقضا، لأنه من ناحية يمثل فساد الحياة السياسية الإسلامية في ذلك الوقت. لأن هذه مجموعة لا نعرف عنها أحدًا تقريبًا؛ ولأنهم عملوا خلف الستار، وعملوا لغرض سياسي قبل كل شيء، فقد كانوا معارضين للنظام السياسي القائم في بغداد، كما أنهم لم يكونوا من المؤيدين المخلصين للنظام السياسي القائم في القاهرة مع الخلافة العباسية، وكانوا ولم يعجبهم الخلافة الفاطمية، بل كانت خلافتهم هي في التطرف. وهم من المتطرفين في أغراض الشيعة الإسماعيليين ووسائلهم السياسية ونفورهم من الفاطميين. ويكرهون دولة بني العباس.
- كازاخستان ضيف شرف مهرجان سماع الدولى بدورته الـ17
- جودر ألف ليلة وليلة رمضان 2024.. تعرف على تاريخ المبارزة بالسلاح
- قصة سيدنا إسماعيل.. بين القرآن والتوراة وتاريخ الحضارات
ويبين عميد الأدب العربي فساد الحياة السياسية بشكل عام في العصر الذي ظهرت فيه، مع وجود مثل هذه الجماعات السرية التي عملت على تقويضها بكل جدية وإلحاح، مثلما كانت فلسفة الفيثاغوريين والأفلاطونيين دليلا على ذلك. فساد الحياة السياسية اليونانية، وفلسفة إخوان الصفا دليل على فساد الحياة السياسية الإسلامية في ذلك العصر، وقد اهتم هؤلاء الناس كثيراً بالتغطية والتغطية مختبئين، لذلك لم نكاد نعرف أيًا منهم -كما قلنا- ولكن تم إعطاؤهم أسماء لا تزيد على خمسة، ولا يخلو الأمر من شك يحيط بها، وكل ما يمكن أن نعرفه عن هذه المجموعة هو أنها نشأت في البصرة في الوسط. من القرن الرابع، وكان لها فرع ببغداد.
