أبناء الأندلس في الإسكندرية.. قصة رحيل أهالي قرطبة إلى عروس المتوسط

اليوم الذكرى 1205 لرحيل آلاف الأندلسيين من قرطبة بعد فشل انتفاضتهم ضد الأمير الحكم بن هشام الذي أطاح بالثوار وهدم منازلهم وشرّدهم في الأندلس 15 ألفًا، في طريقهم إلى مصر، ثم ما لبثوا أن توجهوا إلى جزيرة كريت سنة 212هـ، وأقاموا فيها إمارة قريش، التي دامت نحو قرن وثلث. استمر.

وبحسب كتاب “تاريخ فتح الأندلس” لابن قطيعة، فإن جماعة من فقهاء قرطبة منهم يحيى بن يحيى الليثي، وعيسى بن دينار، وطالوت بن عبد الجبار المعافيري، “تخطيط” مؤامرة. لعزل الحكم بن هشام، لما رأوه فيه من قسوة وانحراف عن قواعد الدين وإسراف وهوى لهو وشرب، وقتلوا عوام المنابر، والفقهاء، راضون رأوا ذلك وكان هناك أموي آخر اسمه محمد بن القاسم المرواني كبديل مناسب. وللحكم خاف الرجل على نفسه من عواقب فشل المؤامرة، فأبلغ الحكم أن بعضهم قبض عليهم وفر بعضهم، ومن الذين فروا يحيى بن يحيى وعيسى بن دينار.

وكان من نتائج هذه الثورة إخلاء قسم كبير من سكان الربض من قرطبة. وانتشروا في الأندلس، وانتقل عدد منهم إلى المغرب، مما أدى إلى فتنة أخرى في المدينة.

وفر الموريسكيون إلى المغرب والجزائر وتونس وتركيا ومصر وحتى إلى الدول المسيحية مثل روما وفرنسا.

يقول كتاب سير أعلام النبلاء: «وسار جماعة منهم نحو خمسة عشر ألفًا، منهم عمر بن شعيب الغليث، واحتلوا الإسكندرية. وحدث أن رجلاً منهم اشترى لحماً من جزار، فتشاجر معه، فألقى الجزار كرة في وجهه، فعاد على تلك الحالة إلى قومه، فقتلوا اللحام، و فقام أهل الإسكندرية وقاتلوهم، وطرد الأندلسيون. وهرب قومه واستولوا على الإسكندرية، فبلغ الخبر المأمون، فأرسل إليهم واشترى منهم المدينة على أن يتركوها وينزلوا إلى جزيرة إقريطاش. فخرجوا وهبطوا وفتحوه. فلم يزلوا بها حتى هزمها أرمانوس بن قسطنطين سنة خمس وثلاثمائة.

وكانوا في مصر أهل هيبة وثراء، وهناك كتاب للدكتور . حسام محمد عبد المعطي يتتبع فيه هجرتهم إلى مصر بعناية. وقال إنهم استقروا في شمال الدلتا (محافظة كفر الشيخ حاليا)، حيث كانت هذه المنطقة ذات كثافة سكانية منخفضة أو معدومة، واستقر الموريسكيون بأعداد كبيرة في هذه المنطقة تحت البلدات التي تحمل أسماء أندلسية مثل – الحمراوي، إسحاق، أريمون، محلة موسى، سيدي غازي، كفر الشيخ. وسد خميس، والناصرية، كما استقر حي ضية وقطور في الإسكندرية، وأطلقت على أحياءها الرئيسية أسماء مستوحاة من “الأندلس”، مثل حي الشاطبي نسبة إلى الشطيبة، والمنشية نسبة إلى لامانشا، وغيرها. . .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top