الفائزة بالمركز الأول لجائزة حمد: الترجمة تحقيق السلم والتواصل بين الشعوب

المترجم المغربي د. قالت نادية العشيري الحائزة على جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها التاسعة “المركز الأول في فئة الترجمة من الإسبانية إلى العربية”، إن علاقتها بالترجمة تعود إلى فترة إكمالها لدراستها بحث الدكتوراه الذي تناولت فيه صورة المرأة في مصادر الأدب الأندلسي.

نادية العشيري تتسلم الجائزة

وأضافت الحائزة على جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها التاسعة “المركز الأول في فئة الترجمة من الإسبانية إلى العربية”، أنها قامت بترجمة السير الذاتية للنساء التي كتبتها إلى عدد كبير من السير الذاتية و وجدت السير الذاتية. ، كما يترجم الأمثال الشعبية الأندلسية جمعها د. محمد بن شريفة قامت بترجمة العديد من المقامات وأجزاء من أشعار الرجال والنساء، بالإضافة إلى الرسائل الشهيرة، لأنها كانت تبحث عن “حقيقة المرأة في المجتمع الأندلسي”، والتي. هو كيف تمكنت هؤلاء النساء من تحقيق المكانة. وما هو معروف عنهم، وكيف تحركوا داخل المجتمع.

وأوضحت نادية العشيري أن علاقتها بالترجمة التي بدأت في الثمانينات، استمرت وتعززت من خلال عملها التدريسي، حيث وجدت الفرصة للتعامل مع الجانب النظري والتطبيقي، وهناك نصوص تدرسها مثل: مسرحية عن النساء الموريسكيين مكتوبة بالإسبانية ومترجمة إلى الفرنسية؛ فعملت على ترجمته إلى اللغة العربية، وهو يدور حول “بطلات الثورة الإنسانية”، لأن الحديث عن هذه الثورة كثيراً ما تطرق إلى دور الرجل وأهمل دور المرأة.
وأشارت نادية العشيري إلى أنها ترجمت بعض القصائد الشعرية في زمن جائحة كورونا، في إطار التواصل والتبادل الثقافي مع شعراء من مختلف القارات، كما شاركت في ترجمة كتاب بعنوان “الخيار الفيتو الاستعماري”. “، والذي صدر عام 2021.

أما تجربتها “الحقيقية” في الترجمة، كما تصفها نادية العشيري، فكانت مع د. محمد بردى في ترجمة كتاب “الأدب السري لمسلمي إسبانيا المتأخرة.. الأدب السري للموريسكيين” للمؤلفة “لوثي لوبيز بارالت” وهي الترجمة التي فازت في دورتها التاسعة بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي.

وقالت نادية العشيري إنها سعيدة جداً لأن هذه الترجمة نالت إعجاب لجنة التحكيم، ولأن هذا الكتاب لاقى ترحيباً وتقديراً من المختصين وغير المتخصصين، مضيفة أن موضوع الكتاب جذاب للبحث ولإعادة النظر فيما قمنا به. نعيشه اليوم، لأن هناك ارتباطا كبيرا بين ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم في غزة وما تعرض له الموريسكيون منذ زمن بعيد في الأندلس، عندما تم تهجيرهم قسراً وتعذيبهم وقتلهم، ولم يبق إلا هؤلاء ماذا. كان من الممكن البقاء على قيد الحياة عبر الحدود. خارج البلاد.
وبحسب نادية العشيري فإن مؤلفة الكتاب (وهي من بورتوريكو) شعرت بمأساة الموريسكيين وما تعرضوا له، فربطت بشكل مباشر ما حدث لهم بما يحدث في فلسطين، إذ أن هناك وقالت: “هناك تشابه كبير بين الحالتين، و”إذا لم تتعلم درسا من دراسة التاريخ، فما الحاجة إلى دراسة التاريخ”.

وعن أطروحة هذا الكتاب أوضحت نادية العشيري أن “الأدب السري” هو الأدب المكتوب في ظروف صعبة للغاية، يتعرض خلالها الإنسان لخطر الموت، ويحاول أن يترك هذا الأثر خلفه، فيكتب للمستقبل. أجيال.

غلاف الأدب السري

وبحسب نادية العشيري، فإن كلمة «أدب» في مصطلح «الأدب السري» لا تشمل الأدب الكلاسيكي المعروف، رغم وجود فصل في الكتاب يشير إلى هذا الأدب المتصل والمؤثر والمتأثر بالإسبانية. الأدب في عصره الذهبي، لكن الكاتبة “لوثي” في عنوانها، كانت على دراية بالأدب الشعبي، الذي يشمل أيضًا أمورًا تتعلق بالإيمان والجغرافيا، هناك أوصاف للرحلات وأثر لمسارها من زمن إجازة المنزل حتى يدخلوا البلد المستهدف، والتحدث عما يحدث للمهاجرين أثناء طريق الهجرة. وما دفعوه لصاحب القارب الذي سيحملهم إلى الجانب الآخر.

وقالت نادية العشيري إن هذا الكتاب “مثير للاهتمام ومفيد للغاية”، ويجد فيه القارئ أشياء لا يتوقعها، ومن بينها “عنصر المفاجأة، وعنصر التعريف ومعرفة الذات”. وكشفت منذ البداية عن شعورها بأن الكتاب سيكون له معنى، وهو نفس الشعور الذي أسندها إليها الباحث والمؤرخ والأكاديمي التونسي عبد الجليل التميمي، الذي جاءته فكرة ترجمة الكتاب، بهذه المهمة. و برادة.

وشددت على أهمية إعادة العلاقات بين العالم العربي وإسبانيا، باعتبارها امتدادا للتاريخ، وأيضا على أهمية إحياء هذا التراث المشترك من خلال الترجمة، لأنها “تتيح للآخر التعرف، وبناء جسور التعارف، والتواصل”. بناء علاقات صحية وسلمية تؤدي إلى أشياء إيجابية لتحقيق السلام والأمن والتواصل بين الناس، وما يؤدي إلى المحبة والخير، أبعد مما يحدث الآن، هو نتيجة الصور النمطية والأفكار النمطية. تصورات خاطئة، والترجمة هي التي تصححها جميعها”.

جدير بالذكر أن العشيري يعمل أستاذا للباحث في مدرسة الملك فهد الثانوية للترجمة بطنجة، وهي مؤسسة تابعة لجامعة عبد المالك السعدي. عملت سابقا لمدة ثلاثين سنة بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس وحصلت على الدكتوراه في جامعة مدريد المركزية (جامعة كومبلوتنسي بمدريد). قبل حصولي على الدكتوراه درست سنتين تحضيريتين بجامعة غرناطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top