لقد شهد التاريخ الإسلامي ظهور عدد كبير من الطوائف الإسلامية، وقد أثار مسلسل الحشاشون الذي قدمته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الحديث حول هذه الطوائف، وهنا نلقي الضوء على الخوارج وأصولهم وأفكارهم.
ونعتمد في تقريرنا على كتاب “إسلام بلا طوائف” للدكتور . مصطفى الشكعة يقول عن الخوارج:
وبدأت الفتنة تنتشر بين المسلمين عندما اقترح معاوية بن أبي سفيان على علي بن أبي طالب في غزوة صفين سنة 37هـ/657م أن يحيلوا التحكيم إلى محكمين يعتمدان في حكمهما على كتاب الله لتسوية الخلاف بينهما. فالفضيلة أدت إلى مقتل عثمان فلما وافق على التحكيم وكان قراره كما كان… خدع عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري، فقال بعض المتمردين، وكان معظمهم من قبيلة تميم. ; ولا حكم إلا لله. ولما سمع بذلك قال مقولته الشهيرة: كلمة حق تعني باطل، ولكن مذهبهم أنه لا ينبغي أن يكون هناك أمير، ويجب أن يكون هناك أمير، سواء كان صالحاً أو فاجراً.
فاجتمع هؤلاء الذين خرجوا وخرجوا إلى هراوة غير بعيدة من الكوفة. فتبعهم يريد خيرهم، ووقف فيهم فخطبهم متكئاً على قوسه ويقول: أنشدكم بالله هل تعلمون. شخص تكرهه الحكومة أكثر مني؟ قالوا: اللهم لا. قال: أما تعلم أنك أكرهتني على هذا حتى قبلته. قالوا: اللهم نعم؟ قال: ولماذا لم توافقني وترفضني؟ قالوا: أذنبنا ذنبا عظيما فتبنا إلى الله؟
وعادوا مع علي إلى الكوفة، ثم ما لبثوا أن عادوا إلى فكرة الرحيل، ظناً منهم أن علياً قد انسحب من الحكومة، فبعث إليهم ابن عباس حتى يتجنب المسلمون الفتنة، لكنهم أصروا على الموقف. على علي، وبايع واحدا منهم، وهو عبد الله بن وهب الراسبي. وكانوا يعرفون بالحرورية، نسبة إلى حرورة، وهي أول بلدة ذهبوا إليها فقالوا: لا حكم إلا الله.
وخرج كثير من أنصار علي وانضم إليهم، يسمون أنفسهم “المشترين”، أي الذين يبيعون أنفسهم في سبيل رضوان الله، ولكنهم لم يلتزموا جديا بالصواب في أفعالهم أو أقوالهم، ولجأوا إلى ذلك. لبعض الآراء المتطرفة والتصرفات القاسية. وطعنوا في علي وحقه في الخلافة، وانتقدوا سلوك عثمان، وكفروه وردته على كل من لم يشاركهم في الهجوم على عثمان وعلي بن أبي طالب. ومن أمثلة أعمالهم الإرهابية أنهم التقوا بمسلم. ونصراني، فقتلوا المسلم وأوصوا النصراني بالخير قائلين: اتقوا ذمة نبيكم، وهو خطأ مبين، لأن الأنسب أن يقتل كل واحد من الرجلين روحه ودمه حفاظا، وسلامة المسلم أولا، ثم سلامة غير المسلم.
وكان موقف علي في البداية ألا يقاتلهم حتى يبدأوا معه الحرب. عندما تعمدوا العنف وقتلوا عبد الله بن حباب والقرآن حول عنقه وزوجته بعد حوار طويل دار بينه. وهم مليئون بالحكمة من ابن حباب والشدة من جانبهم، فلما نكسوا رؤوسهم ولم يحاولوا الاستجابة لدعوة علي، خرج عليهم يوم النهروان فهجم عليهم وقتل . وعدد كبير منهم في هذه المعركة قائدهم ابن جي.
وكان بإمكان علي بن أبي طالب أن يقضي على الخوارج نهائيًا، لكنهم لم ينتظروه، وأرسلوا إليه واحدًا منهم، وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي، فقتله في المسجد.
- الذكاء الاصطناعى يعيد نقش قديم مفقود من صورة عمرها 134عامًا
- أسعار لوحات الفنانين المصريين في المزادات العالمية
وبعد مقتل الخوارج، اتسعت أنشطة الخوارج، وخاضوا معارك كثيرة في عهد معاوية، واتخذت غاراتهم شكل حرب العصابات. ولم يتمكنوا من مواجهة جيوش الدولة الأموية الجديدة ذات الجيوش القوية، فلجأوا إلى شن ضربات خاطفة في منطقة البصرة على وجه الخصوص.