دكتور. ويمثل شاكر عبد الحميد حالة خاصة بين النقاد والمثقفين العرب، لأنه ارتكز على رؤية خاصة وثابتة في التعامل مع الثقافة العربية مع آخر التطورات التي وصلت إلى الثقافة العالمية الأساليب والنظريات والزوايا والنظر والدراسة وآخر المستجدات الفكرية. الاتجاهات التي اتبعها في لغاتهم. ورغم تخصصه في سيكولوجية الإبداع، إلا أنه تجاوز هذه الحدود الضيقة وبدا غير راضٍ عنها. والإبداع وغيرها من المناهج والنظريات.
- جيهان زكي تعبر عن سعادتها بالمشاركة فى "النساء إن حكين في السياسة"
- مسلسل بيت الرفاعى الحلقة 2.. ياسين يهرب للإسكندرية.. اعرف معالمها الأثرية
دكتور. تنوعت مخرجات شاكر عبد الحميد بين الكتابة والترجمة، وهو صاحب أغلب إصدارات سلسلة عالم المعرفة الكويتية، وهي أبرز المسلسلات التي تم الإجماع عليها من حيث الجودة، وقوة ذلك. . من منشوراته، وأنها طليعية. وقد ألف وجمع العديد من الكتب، كل منها يمثل مرجعا أساسيا في موضوعه. ثمانية كتب د. وصدر في هذه السلسلة شاكر رقم لم يعادله أو يقترب منه أي كاتب بارز آخر في الأدب والثقافة في الوطن العربي. ركزت مختاراته وكتاباته على مجاله المفضل وهو سيكولوجية الإبداع، من بين فنون الرسم، خاصة عند الأطفال، وهو موضوع اهتمامه البحثي المبكر، وكذلك سيكولوجية الإبداع الأدبي، في الخيال، والفكاهة، سيكولوجية الفنون المسرحية، التفضيل الجمالي، الغرابة، الأدب، عمر الصورة، سيكولوجية الخيال، الخيال، الذاكرة، الحلم، الأساطير، والعديد من المواضيع. عندما ترجم الأساطير أو الأنثروبولوجيا أو التفسير أو التأويل واستشهد بكتاب لليفي شتراوس – أحد رواد هذا المجال – انتقل تدريجياً إلى ساحة التحليل الأدبي وتطبيقه على النصوص والخطابات الأدبية الرائدة، بما في ذلك الكتب عن الأسطورة التي كتبها إدوارد الخراط، ومحمد عفيفي مطر، وغيرهم من الكتاب والمؤلفين البارزين.
ويتضح في كثير من كتابات الدكتور شاكر عبد الحميد أنه يحاول مواكبة ما هو جيد دائما في الثقافة الغربية والأفكار المركزية التي تمثل محرك الثقافة العربية والنقد الأدبي العربي أو النقد الفني بشكل عام. ترجم من أهم شخصيات النقد الغربي: فرويد، وكارل يونج، وليفي شتراوس، وجوليا كريستيفا، ومدرسة فرانكفورت، وأدورنو، وماكس هوركهايمر، وجان بيلمان نويل، ومن الفلاسفة نيتشه، وهنري بيرجسون، وكانط، وأوتو رانك. ، والتر بنيامين، وآخرون. ترجم لرواد البنيوية ونقل عنهم. وبعد ذلك ذكرت أهم الأقوال المتعلقة بعلم النفس، وعلم النص. منهجه الأساسي هو علم النفس، وهو لا يقتصر على منهج معين أو جانب واحد. بل يحاول الجمع بين المنظور اللغوي والجانب النفسي والإحصاء المعجمي، فيبحث عن بصمة كل مؤلف أو خصوصيته الأسلوبية وينفذها إلى الأعماق وخصائصه النفسية، معتمدًا على البنية الظاهرة، وخاصة العنصر النحوي والمعجمي، أو البنية الحقيقية. والأنطولوجيا المادية للأعمال الأدبية.
هناك عدد من الميزات المهمة في د. تطبيقات شاكر عبد الحميد ودراساته النظرية، مثل أنه كان يربط القديم بالجديد دائمًا، وعند تناول ظاهرة حديثة أو معاصرة، غالبًا ما كان يعود إلى التراث في كتاب الفكاهة الذي أشار على سبيل المثال إلى الجاحظ، أو أحياناً في كتابة أشياء غريبة تعود إلى كتب العديد من القصص التراثية، مثل كليلة ودمنة، أو التوحيدي، أو ألف ليلة وليلة، ولم يهمل قط من تراثنا أو ينفصل عنه، بل يحاول لرؤية زوايا الإنسان ولمحاته، ولهذا احتوت عليه كثير من كتبه البحوث والدراسات في التراث العربي التي نرى أنها مهمة ومختلفة عن الدراسات الحديثة الأخرى. ولا تجد في تطبيقاته أيضًا تحليلاً أو منهجًا منفصلاً تمامًا عن الطرح النظري أو لا يقتصر على إطار أو نظرية أو منهج. بل كان يطرح دائمًا مصطلحات جديدة للساحة العربية ويحاول تطبيقها، ولذلك وجد الباحثون العرب في كتبه ميزتين: الثراء النظري والمعرفي الذي يكتسبونه في دراستهم أو يسترشدون بها، وكذلك الجهد التطبيقي. مما يحافظ على خصوصية كل باحث يكشف، ومكاناً يتميز بالتطور والاختلاف النسبي الكبير.
في أغلبية د. أعمال شاكر عبد الحميد التي تمثل مراجع كبيرة، يمكن للقارئ بسهولة أن يستشعر أنه كان مشغولا دائما برصد التحولات الثقافية والاجتماعية ورصد انعكاساتها وتجلياتها في الإبداع. فهو منشغل برصد وبحث الظواهر الكبيرة التي تقع بين الأدب والمجتمع أو العكس، وارتباط الفرد بالجماعة، ويبدو أنه يرصد الظواهر في حضورها الرأسي عبر الزمن بطريقة تاريخية، وهو يجسد أو يجعل الأمر بارزًا وواضحًا، أو متجسدًا في تفاصيل وأدلة وآراء الفلاسفة أو غيرهم من الباحثين أو المراقبين للظواهر. ثقافياً، وهذا ما فعله حتى آخر الظواهر والأحداث ومن بينها جائحة فيروس كورونا الجديد، حيث كتب مقالاً شارك فيه آراء العديد من المفكرين والمنظرين حول آثاره وتداعياته في الثقافة والفن ورصد الأدب وفي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وهذا هو نمطه الثابت في الكتابة والتأليف ورصد الظواهر، ويتضح ذلك منذ بداية كتبه، مثل الذوق، والعبقرية، والغرابة، والتفضيل الجمالي، سيكولوجية الإبداع، أو عصر الصورة والفكاهة.
فهو مشغول بما مضى وما هو فوري أو يبدو فعالاً في الوقت الحالي أو لتنفيذ عمله. وهذا يكشف عن شجاعة كبيرة في شخصيته البحثية، فهو من النوع الذي يمتلك شجاعة الاقتراب والبحث عن المباشر وقت تحولاته، ويمكن أن يخاف منه الكثيرون إذا اختاروا الابتعاد عن الظاهرة والتقييد. أنفسهم فقط إلى الجزء التاريخي أو القديم. وأتصور أن هذه النوعية من الشجاعة في متابعة الحديث ورغبته الدائمة في نقل الأفكار والنظريات والاقتراحات الجديدة التي انطوت عليها أو كانت لا تزال في مراحل تكوينها أو تكوينها تنبع من كونه يقرأ بالعديد من اللغات بغير اللغة العربية، وكان يتابع أحدث المراجع والمطبوعات ويحرص دائماً على الحصول عليها في أسرع وقت ممكن. ولذلك فإن النظر إلى قوائم المصادر والمراجع لأحدث مؤلفاته يتبين أنه يستخدم باستمرار المراجع العربية والأجنبية في أ. على قدم المساواة تقريبًا، دون الانبهار الكامل بكل شيء غربي أو دون الانتقاص من الثقافة. اللغة العربية والاهتمام بكل ما هو أصيل فيها. ويبدو أيضًا أن معظم هذه المراجع حديثة، فمنذ أن ألف كتابه لم يكن منشغلًا تمامًا بالتنظير على حساب التطبيق وعرض الأمثال والبراهين.
كما يستطيع قارئه أن يستشعر أن كتبه تتمتع بحس سردي دافئ وواضح، رغم طابعها العلمي الفكاهي بقصة أو واقعة أو شيء مضحك ومضحك، وكان كتاب الغرابة يبدأ بـ “قصة من الألف”. ليلة وليلة، وهكذا يبدو أنه كان حريصًا دائمًا على إثارة القارئ وجذبه رغم طبيعته البحثية والفكرية.