واليوم نواصل الوقوف مع كلام الإمام القرطبي في تفسيره المعروف بـ “الذي يجمع أحكام القرآن ويبين ما فيه من السنة والفرقان”، ونقرأ ما قاله في تفسير سورة العاديات في الآية 6 (إِنَّ الْإِنْسَانَ كَانَ مِنْ رَبِّهِ مَعِيذاً).
- عرض أفلام وحفلات فنية وأمسيات ثقافية ضمن فعاليات رمضانية بمحافظات مصر
- أحمد برين.. زعيم مداحي الجنوب الكفيف الذي أنار قلوب التائهين
يقول الله تعالى: الإنسان لربه مخلص
هذا هو جواب الدائرة؛ ومن طبيعة الإنسان جحود النعم، قال: اللكنود يكفر نعم الله ويكفرها. وكذا قال الحسن، وقال: يذكر البلاء، وينسى النعم. فأخذها الشاعر ونظمها:
يا من تظلمون في أعمالكم، ويعود الظلم على من ظلم، إلى متى وإلى متى؟
تشكو المصائب وتنسى النعم!
وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “الكنود الذي يأكل وحده، ويمنع دعوته، ويضرب عبده”. وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أنبئكم بشركم؟» قالوا: نعم يا رسول الله، قال: «من نزل وحده، ومنع نصرته، ودهن عبده» أخرجه الترمذي والحاكم، فقد أدخلهم في نوادر الأصول، وهو أيضا عن حديث صحيح. عن ابن عباس أنه قال: الكنود، بلسان كندة وحضرموت: العاصي، ولسان ربيعة ومضر: الكافر، ولسان كنانة: الجشعة، السيئة، الملكة؛ وقال محارب: قال الشاعر:
عبد أكرم الناس، ومن كان عبدا لأكرم الناس يُبعد
أي جاحد. ثم قيل: هو الذي لا يؤمن بالقليل. وقيل: من أنكر الحق. وقال إبراهيم بن حرمة الشاعر: دع الجشعين وإن كانوا متكبرين ومنفرين، وذكرى الطمع الكنود الغاني.
وقيل: الكنود: لمن يقطعه، كأنه يقطع ما يجب أن يستمر بالشكر، وقيل: حبل الحبل: إذا قاطعه، قال الأعشى:
أميتي حزينة على وصول حبال وكانادا
وهذا يدل على الانفصال، ويقال: كوند ياكند كنادة: أي الكفر بالنعمة وجحدها، فهو كنادية، والمرأة كنادية أيضًا.