تعرف على سيرة أمير المؤمنين على بن أبى طالب ..من وحى مسلسل الحشاشين

بدأت الحلقة 15 من مسلسل القتلة بوصول أحد أتباع حسن الصباح إلى الإمام الغزالي ليقتله. فأجاب: «كثرة الثناء مذمومة، فقال له: جلس سيدنا علي رضي الله عنه ذات يوم في المجلس فزاد واحد في تسبيحه، ولكن دواخله كانت خبيثة نحن نتقن». فقال كرم الله وجهه: أنا أدنى مما تقول، وأعلى منك في نفسك. سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ابن عم النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمه هي فاطمة بنت أسد بن عبد مناف ابنة عم أبي طالب). ولقب علي -رضي الله عنه- بأبي لحسن، وهو لقب أطلقه عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما وجده في المسجد وعلى جسده تراب بعد أن سقط عنه ثوبه. فجعل النبي يمسح عنه التراب.

ولد علي بن أبي طالب في 13 رجب 23 قبل الميلاد، الموافق 17 مارس 599 م، وقيل إنه أول الهاشميين الذين ولدوا داخل الكعبة. وقد اعتنى النبي (ص) بعلي بعد أن أصابت قريش أزمة شديدة سنة واحدة، وتضرر منها الناس.

وكان أبوه أبو طالب ممن عرف بسيادته وإمامته في قريش. وكان أحد أسياده وأبطاله وحكمائه. نشأ النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وتحت رعايته بعد وفاة جده عبد المطلب. واشتهر بين إخوة علي الثلاثة: عقيل وطالب وجعفر وأصغرهم أم هانئ وجمانة.

فباع درعه ليتزوج فاطمة بنت رسول الله

تزوج علي عدداً من النساء، أولهن وأشهرهن وأعظمهن فاطمة بنت النبي (ص)، ومن أشهر أبنائه الحسن والحسين ومحسن وزينب الكبرى وأم كلثوم. وكان علي أول الأبناء الذين أسلموا، وشارك في جميع فتوحات الرسول، باستثناء غزوة تبوك حيث عينه النبي خليفة (ص) في المدينة.

وكان له منزلة طيبة عند النبي صلى الله عليه وسلم حيث رفع في حجره ورعاه. كان قريبًا من قلبه وذو مكانة عالية في عينيه، كما زوّجه الرسول من حبيبته ابنته السيدة فاطمة الزهراء إلى الخلافة في 25 ذي الحجة سنة 35 هـ مرهونة. غداة اغتيال الخليفة “عثمان بن عفان”. لفضله وقدرته وعدله. وكانت خلافته عقلانية مثل أسلافه.
وقيل إن زواج فاطمة من علي أمر من الله، إذ اقترب الصحابة من محمد ليخطبوها، لكنه رفضهم جميعا حتى جاء الأمر بتزويج فاطمة من علي، فتصدق على آله. – درع الحاتامية، ويقال أنه باع ناقته وتصدق لها بثمنها، وهو على أكثر الأقوال 480 درهماً.

وفي كتاب الأمالي لأبي جعفر الطوسي عن الضحاك بن مزاحم أن عليا باع درعه وجاء بثمنها إلى الرسول. فأخذ الرسول من الدراهم بكلتا يديه أعطاها لأبي بكر وقال: اشتر لفاطمة ما يناسبها من الثياب وأثاث البيت، وأرسل إليه عمار بن ياسر وجماعة من أصحابه. فحضروا السوق، وعرضوا شيئا مناسبا، فما كانوا يشترونه حتى يظهروا لي أبا بكر، فإذا طالبه اشتروه، فإذا فرغ من الشراء ألبسوه أبا بكر. والممتلكات وأصحاب الرسول الذين معه يحملون الباقي.

سياسته في المعارك

وعن سياسته في المعارك قال العقاد: «وكانت له وصاياه المحفوظة في إدارة الجيوش وتأديب الجند ومعاملتهم لأهل الأرض، ومن ذلك قوله: «إذا نزلتم على عدو» أو ينزل عليكم، فليكن نزلكم نحو سفوح الجبال وسفوحها، أو على طول الأنهار، ليكون دفاعا عنكم ودفاعا عنكم يقاتل من واحد أو اثنين. واجعلوا حراسكم على رؤوس الجبال وعلى رؤوس الهضاب، لئلا يهاجمكم عدو من مكان خوف أو أمن، واعلموا أن أمام الناس عيونهم، وأعين فالجبهة طلائعهم، وإياك أن تفرقوا جميعاً سيروا جميعاً، وإذا غشاك الليل فحافظ على الرماح حولك – أي: حولك – ولا تذوق النوم إلا قرصة أو حولك لشطف الفم.”

وهكذا تعرض علي للتعذيب

واستشهد علي – رضي الله عنه – ليلة الجمعة ليلة السابع عشر من رمضان سنة أربعين من الهجرة. وكان عمره ثلاثا وستين سنة، وقيل خمسا وخمسين.
قُتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن هاجمه عبد الرحمن بن ملجم عنيفاً، في شهر يناير سنة 661، في شهر رمضان سنة 40 هـ.
وكان عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر التميمي من غلاة الخوارج، فاجتمعوا وتذكروا الموتى في أصحابهم، وتذكروا موتى المسلمين عامة، وقاموا ووضع حمل كل هذه الدماء على ثلاثة، أو أئمة المكر في رأيهم، وهم (علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص)، و وقال ابن ملجم (أنا حسبك على خط أبي طالب) وقال البراك (أنا حسبك يا معاوية بن أبي سفيان)، وقال عمرو بن بكر: أنا حسبك يا عمرو. بن العاص”، مثل الأديب الكبير عباس محمود العقاد في كتابه “عبقرية الإمام”.

وقد روى المؤرخون أن عبد الرحمن بن ملجم الخرجي الحميري أقام في الكوفة وانتظر الوقت المناسب لقتل الإمام، ثم في آخر الليل جاء مع صاحب له ليساعده في عمله الإجرامي. وأنهم انتظروا الإمام حتى خرج من بيته لصلاة الفجر، فلما رأوه قادما سلموا عليه بسيوفهم، فقال ابن ملجم جريح – لعنه الله في جبهته حتى وصل إلى دماغه، فسقط سيف صاحبه في الحائط، وسقط الإمام الأمين المأمون. فضرب وهو يقول: لا يفوتك الرجل. وقد أحاط بالناس المذنبون فقتلوا الثاني واستحيوا ابن ملجم فمات كرم الله وجهه.

وكان دافع ابن ملجم كما يراه العقاد لقتل الإمام هو العاطفة والحب، إذ كان يحب فتاة من تيم الرباب قتل أبوها وأخوها في معركة الخوارج في غاية الجمال والجمال. قوية العقل فلما تقدم لها ابن ملجم لم تقبله رجلاً إلا… ليعالج وجعها فقال (وما يدفيك) قال (ثلاثة آلاف درهم، العبد والجارية ومقتل علي بن أبي طالب).

يقول العقاد إن الإمام بعد أن ضربه ابن ملجم في جبهته بالسيف المسموم وهو خارج للصلاة مات بعد أيام وهو يحذر أقاربه من التمثيل بقاتليه، ويقول لهم: “يا بني يا عبد المطلب، لا أدري هل تخوض في دماء المسلمين وتقول: اقتلوا أمير المؤمنين، اقتلوا أمير المؤمنين، ولا يقتلون إلا من قتلني”.
وتابع: انظر يا حسن، إذا مت من ضربته هذه، فاضربه ضربة ضربة، ولا تقطع الرجل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم أن تشوهوه ولو كان ذلك بضربة. كلب انتقامي.”

مقبرته

واختلف العلماء في مكان دفن علي رضي الله عنه، فقال ابن سعد وابن خلكان -رحمهما الله-: إنه دفن بالكوفة، وتحديداً في قصر الإمارة. وقال العجلي: دفن بالكوفة في مكان مجهول، وقال الحافظ أبو نعيم: دفن بالكوفة. ثم نقله إلى المدينة الحسن بن علي رحمه الله، وقال الحربي: موضع قبر علي رضي الله عنه مجهول.

مسلسل القتلة بطولة كريم عبد العزيز، فتحي عبد الوهاب، نقولا معوض، ميرنا نور الدين، أحمد عيد، إسلام جمال، محمد رضوان، سامي الشيخ، عمر الشناوي، نور إيهاب، سوزان نجم الدين، ياسر علي ماهر، بسنت أبو باشا وعدد كبير من الفنانين وضيوف الشرف، وهي من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي، وإنتاج شركة سينرجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top