اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الراحل نزار قباني الذي أثرى المكتبة العربية بمجموعات نقشت اسمه في أعماق الذاكرة، حيث انتشر شعره على نطاق واسع لأنه اتسم بجرأته وانخراطه الغني بالرومانسية. والسياسة.
يقول عنه أحمد زكي أبو شادي في كتاب قضايا الشعر المعاصر: “نزار قباني” ليس فقط من الشعراء الشباب الموهوبين في سوريا، بل اعتبر أحد أقطاب الشعر الفني الحسي في الوطن العربي عندما بلغ نهاية عقده الثالث وهذا ليس بغريب فهو من عائلة معروفة بأدبها وفنها ووطنيتها – قباني” أول من أخذ راية التمثيل المسرحي حمل من الشام إلى وادي النيل، ومن هناك انعكست أضواء المسرح في كل البلاد العربية، كما نظهر لوالده “توفيق القباني” الوطني المتحمس الذي اعتقل عدة مرات وأثناء تم نفي الاحتلال الفرنسي إلى قلعة تدمر. بيت القباني في دمشق كان مركزاً مخيفاً بين مراكز الكتلة الوطنية!
- كتاب "2600 سنة من التفلسف" يرصد التكوين في علم الفلسفة والفكر
- ذاكرة اليوم.. أمين معلوف يمنح وسام الاستحقاق الفرنسي وميلاد أحمد السقا
- مجلس الآثاريين العرب يرشح المعمارى صالح لمعى لجائزة النيل
وهكذا ورث نزار الموهبة الفنية، وساهمت نشأته في تلك البيئة الوطنية العريقة في تعلقه بالشعر والأدب والموسيقى والتصوير منذ شبابه. إن ارتباطه بوطنه وخدمته في المجال السياسي هيأه لذلك بحصوله على درجة “أستاذ الحقوق” في الجامعة السورية بدمشق، ودخوله الخدمة في وزارة الخارجية السورية.
ورغم هذه الظروف المواتية، ورغم حسه الشعري المبكر الذي دفعه إلى تأليف ملحمة شعرية سماها “عالم الحروب” أثناء دراسته الثانوية، والتي نالت الثناء آنذاك، فإن نزار لم يكن بعد معنيا بترجمة وطنيته أو الإنسانية. للشعر، لكنه اقتصر على الإلهام الحسي والمعنوي في تعابير متنوعة: بعضها منفتح وبعضها رمزي، وكلها تدل على الأناقة والرشاقة والغنى. موسيقى خفيفة ورائعة.
أصدر شاعرنا ديوانه الأول “حدثتني السمراء” عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين، ثم ديوانه الشعري “سامية” عام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين، بعد ديوانه الثاني ” طفولة نهد”، وكان ذلك قبل عام. وأخيرا رأينا مجلده الثالث بعنوان “أنت لي” وبالجملة… ومما رأيناه من شعره نجد شعرية ممتازة معه. خيال حي ورمزية مبتكرة. موسيقاها ناعمة وساحرة، ونجد كل هذه الصفات الرشيقة مدمجة في معاني الأنوثة في اندماج رائع ورائع.
- الباحثة فاطمة فهيم تحصل على الدكتوراه من جامعة عين شمس عن الثقافية البيئية
- بيع ساعات وتذكارات توم برادى فى مزاد سوثبى يحقق 9 ملايين دولار
- مجلس الآثاريين العرب يرشح المعمارى صالح لمعى لجائزة النيل
ومهما كانت ميول شاعرنا في عصره الحاضر، فلا شك لدينا في أن وطنيته وإنسانيته ووطنية عائلته الموروثة سوف تظهر في شعره مستقبلا عندما تزيده التجربة والعمر نضجا. أما شعره الحالي فلا يتعلق بالجمال المجرد. إن غنائه لجمال المرأة – حتى لو كان ضمنيًا في بعض الأحيان – هو إشارة رائعة إلى مصدر طبيعي يمكن تفويته في أماكن لاحقة بسبب العزلة. والحجاب، وغناؤه لجمال الطبيعة بألوانها وصورها المتنوعة ثروة فنية ممتازة!
- "الاستفادة من التفكير التصميمي لتحقيق رؤية مصر 2023" بالأعلى للثقافة
- رئيس الناشرين التونسيين: حضور قوى لمصر فى معرض تونس للكتاب هذا العام
يقول شاعرنا في مقدمة ديوانه الجميل “طفولة نهد” الذي يمثل في كل صفحة وفي مظهره أبياتاً من أناقة النفوس الساحرة: “الشعر كهربة جميلة لا تدوم طويلاً، خلالها الروح، بكل عناصرها من العاطفة والخيال والذاكرة، مغطاة بموسيقى تاريخ ثابت، وكأنها فوق المواسم والمواعيد، ولا أعرف مهنة يجهل صاحبها طبيعتها من هذه مهنة تدور النار، وما أتفق معه هو أن الشعر يخلق نفسه وينسج ثوبه بيديه خلف ستائر الروح، حتى إذا تحققت أسباب وجوده وألبس ثوب النغم ارتجف الحروف التي تلاحق “الورق”.