الشعشاعى أحد أبناء الجيل الذهبى لدولة التلاوة.. رفض التعامل مع الميكرفون

المقرئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي أحد أفراد الجيل الذهبي لدولة التلاوة في مصر، ومن أبرز قراء القرآن الكريم في الخمسينيات والذي لا تزال تسجيلاته تحتل مساحة بارزة في مكتبة عباقرة دولة التلاوة.

رحلة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي مع تلاوة القرآن الكريم :

ولد الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في 21 مارس 1890 بقرية شعشاعة بمحافظة المنوفية. حفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ محمود الشعشاعي وعمره 10 سنوات فقط. ثم سافر إلى مدينة طنطا لتلقي علوم القرآن الكريم في الجامع الأحمدي، ثم التحق بالأزهر بالقاهرة وتعلم القراءات هناك.

بدأت شهرة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في القاهرة ونال شهرة واسعة بين عمالقة دولة التلاوة مثل الشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود والشيخ أحمد ندا، وزادت شهرته عندما قرأ مع عدد من عمالقة الإلقاء آنذاك في الليلة الختامية لمولد الحسين رضي الله عنه في القاهرة.

وشكل الشيخ الشعشاعي مجموعة خاصة للطويشات الدينية، وكان في مجموعته الشيخ زكريا أحمد الذي اشتهر فيما بعد، وبدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي يتألق ويتألق. إلا أنه ترك محبيه ومحبي صوته المميز عام 1930 لتلاوة القرآن الكريم والتواشيح الدينية بعد إصابته. كان يعاني من مرض في الحنجرة نصحوه بترك الطويشة لأنها تحتاج إلى مجهود كبير في الصوت والحنجرة. قوي.

قرأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في جنازات سعد باشا زغلول وعدلي باشا يكن ومحمد محمود، رؤساء وزراء مصر آنذاك، وانتشرت شهرته أكثر فأكثر عندما انضم إلى الإذاعة المصرية عام 1932 ورفض في البداية الالتحاق بالإذاعة المصرية. يقرأ في الميكرفون لأنه كان يعتقد أن القرآن يقرأ عبر الميكرفون ولكن بعد ذلك صدرت فتوى بتحريم قراءة القرآن الكريم عبر الميكرفون ليبدأ القرآن الكريم فعلا. وأدى العديد من الحفلات في الإذاعة المصرية، ووصلت شهرته إلى جميع أنحاء مصر والدول العربية.

تم تعيين الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي قارئا للسورة في مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، ومسجد السيدة زينب رضي الله عنها. حصل على العديد من الأوسمة الرسمية. وبعد وفاته، وتحديداً عام 1990، منح الرئيس الأسبق حسني مبارك اسم الشيخ الشعشاعي وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، لدوره في مجال تلاوة القرآن الكريم.

توفي الشيخ عبد الفتاح في 11 نوفمبر 1962 عن عمر يناهز 72 عاما. وكانت الجنازة مهيبة وشعبية بحضور العديد من الشخصيات والقيادات العامة. وترك وراءه إرثا عظيما من التسجيلات القيمة للقرآن الكريم، وورث صوته ابنه الشيخ إبراهيم الشعشعي الذي توفي في 9 يونيو 1992.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top