واليوم نواصل الوقوف مع كلام الإمام القرطبي في تفسيره المعروف بـ “جامع أحكام القرآن وبيان ما فيه من السنة والفرقان”، ونقرأ ما قاله في تفسير سورة البقرة في الآية 45 (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).
- والدة المبدع الصغير ساجد الفائز بجائزة الدولة: كنت أشعر أنه سيفوز
- أحمد حسن عوض يكتب: قبس محمود جمعة
- بيع لوحة للفنان نوح ديفيس في مزاد نيويورك بـ 200 ألف دولار
يقول الله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة فإنها لكبيرة إلا على الخاشعين، وفيها ثمانية أشياء:
الأول: قول الله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة زجر في اللغة فإن المريض الذي نهى عنه في الحديث هو الذي يحبس الموت وهو القرفصاء.
- والدة المبدع الصغير ساجد الفائز بجائزة الدولة: كنت أشعر أنه سيفوز
- مسلسل يحيى وكنوز الحلقة 3 يعرف الأطفال بمتحف الإسكندرية القومى
- "التعليم الفني والتكنولوجي وتطور سوق العمل" ندوة بالأعلى للثقافة
ثانية: وقد أمر الله تعالى في كتابه بالصبر على الطاعة والمعصية، فقال: “واصبر على المعصية فإن صبر على المعصية صبر عليها”. الطاعة، وهذا أصح ما قاله النحاس، والصابر على المصيبة يقال له صبر على فلان، فإذا قلت صبر على العموم فقد انتهى. وكما ذكرنا قال الله تعالى: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».
الثالث: قوله تعالى: والصلاة، خص الصلاة بالذكر من سائر العبادات بذكرها، وكان عليه السلام يضطرب أمرا، فيفزع إلى الصلاة، ومنها وما روي أن عبد الله بن عباس نعى أخوه قثم، وقيل أنه كانت له ابنة وهو في سفر، فرجع فقال: “فرج ستره الله”. له الرزق، فجزاه الله خيرا. ثم انصرف عن الطريق فصلى، ثم رجع إلى جبله فقال: واستعينوا بالصبر والصلاة. والصلاة على هذا التفسير مشروعة، وقال بعض الناس: هي الدعاء على لفظه، فالآية على هذا التفسير شبيهة بقوله تعالى: “وإذا لقيتم جماعة فاثبتوا واذكروا”. “اللهم إن الثبات صبر، والذكر هو الدعاء.” قول ثالث: قال مجاهد: الصبر في هذه الآية هو الصيام، ومنه الصيام. وقيل: رمضان شهر الصبر هذا القول في الآية، نسبة إلى أن الصوم يمنع الشهوات وينهى عن الذنوب. الدنيا والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ويجب التواضع وقراءة القرآن فيها، وذكر الآخرة، والله أعلم.
رابعاً: الصبر على الأذى والطاعة هو من مسائل جهاد النفس، لقمع هواها ومنعها من تجاوز هواها، وهذا من أخلاق الأنبياء والصالحين قال: الصبر على عدم الخضوع. تمنى غير ما رزقك الله، والرضا بما قضى الله من أمر الدنيا والآخرة. قال علي رضي الله عنه: “الصبر.” والإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وصدق علي رضي الله عنه، وهو أن الإيمان العلم مع. القلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح، فمن لم يصبر… فالعمل بالجوارح لم يستحق الإيمان مطلقاً، إذ الصبر على العمل بالقوانين كالرأس على الجسد هو للصبر. الإنسان الذي لا اكتمال له بدونه.
الخامس: أن الله تعالى قد وصف ثواب الأعمال وجعل لها نهاية واحدة. “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة بقرة”. في الحساب الكامل، وقال: “وعلى الذين صبروا وغفروا، فإن ذلك لمن يحسم الأمور”. “إنما يوفي الصابرون أجرهم كاملا” يعني الصائمين، في قوله. والله تعالى في صحيح السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم صيام لي وأنا أجزي به. ولم يسمه أجراً مقدراً كما لم يسمه صبراً، والله أعلم.
- مسلسل يحيى وكنوز الحلقة 3 يعرف الأطفال بمتحف الإسكندرية القومى
- والدة المبدع الصغير ساجد الفائز بجائزة الدولة: كنت أشعر أنه سيفوز
- بلغت القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد.. ماذا قال جلال برجس عن "نشيج الدودوك"؟
السادس: من فضائل الصبر وصف الله تعالى به نفسه، كما في حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد ولا شيء أكثر صبراً منه». لما سمع من الله عز وجل من أذى سيدعو له بولد فيشفيهم ويرزقهم. فهو بمعنى الحلم، ومعنى وصف الله تعالى له بالحلم هو تأجيل العقوبة لمن يستحقه، ووصف الله عز وجل بالصابر لم يرد في الوحي، بل ورد في وحديث أبي موسى وفسره أهل السنة على حسب تفسير الحلم. قاله ابن فورك وغيره، وذكر “الصابر” في أسمائه لتضخيم الحلم بمن عصاه.
السابعة: قول الله تعالى: وهو عظيم. واختلف المفسرون في إرجاع الضمير قوله: وهو كذلك فقيل: خاص بالصلاة وحدها، لأنها تعظم النفوس كما يعظم الصوم. لا رفع، والصبر هنا هو الصوم، لأن الصلاة فيه سجن النفوس، والصوم لا يتضمن إلا منع الشهوة، فليس من منع الشهوة شهوة النساء والطعام والشراب، ثم يعطيه تركه. إلى سائر الرغبات كالكلام والمشي والنظر. بالإضافة إلى أشياء أخرى، كمقابلة الناس، يتسلى بهذه الأشياء من المحرمات، ويمتنع الداعي عن كل ذلك، فإن جميع أعضائه مرتبطة بالصلاة، متحررة من كل شهوة حال، فالصلاة أكثر. صعبة على النفس، ومعاناتها أشد من قوله تعالى: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، وقوله: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفروا إليها ، لذلك راجع وهو كناية عن الفضة، لأنها الأغلبية. والعموم، والتجارة، فهي الأفضل والأهم، وقيل: إذا دخل الصبر في الصلاة رجع إليها كما قال، والله ورسوله أحق بما رضوا عنه، ولم يقل يرضون عنهم، لأن رضا الرسول داخل في رضا الله عز وجل.
ثامناً: قوله تعالى: على المتواضعين تواضع جمع تواضع وهو متواضع، والتواضع صورة في النفس يظهر منها الصمت والتواضع في الجوارح، قال قتادة، التواضع في القلب وهو الخوف وغض البصر في الصلاة قال الزجاج: المتواضع من رأى أثر التواضع والتواضع عليه كتواضع البيت لأهل البيت. تقويتها.