اهتم سلاطين الدولة الفاطمية بإعداد موائد الرحمن، فأطلقوا عليها اسم “دار الفطرة”، وكان طولها 175 مترًا. وكان الخليفة الفاطمي المعز لدين الله أول من أسس تقليد الولائم الخيرية، كما أنه أول من وضع مائدة في شهر رمضان للمصلين وأهل المسجد الذين كانوا أخذ 1100 وعاء من جميع أنواع الطعام من قصره لتوزيعها على الفقراء.
اختلفت الروايات حول بداية موائد الرحمن في مصر، لكن أغلب المصادر قالت أنها على يد الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر، وأنه نصب أول موائد في السنة الرابعة من حكمه. القاعدة، وكان يسميها في ذلك الوقت “المفرش” وجمعها “العصمت”، وكان في أول يوم من شهر رمضان، كان عليه الزعماء والتجار والأعيان على مائدة مملوءة الطعام، وخطبهم وقال: ما جمعتكم على هذه الموائد إلا لأعلمكم طريق البر. “مع الناس.”
قال ابن الطوير كما جاء في كتاب الموائد والاعتبار نقلا عن المخططات والآثار للمقريزي عن موائد رمضان في العصر الفاطمي: وإذا كان اليوم الرابع من شهر رمضان، ترتب المفارش كل ليلة في بهو القصر حتى السادس والعشرين منه، ويستدعى إليه قاضي القضاة في ليالي الجمعة احتراما له ما هموم الأمراء، كل ليلة يوجد بينهم أبناء النوبة، ولا يحرمون أنفسهم من الإفطار مع أطفالهم وأسرهم، ويكون وجودهم في مذكرة مكتوبة تخرج إلى المالك. الباب، فيعرف صاحب كل نوبة ليلته، فلا يتأخر، ويأتي الوزير، ويجلس رئيسه، فإن تأخر فهو ابنه أو أخيه، وإذا لم يأتي أحد قبله لا، فهو صاحب الباب، ويوليه عناية كبيرة وكاملة بحيث لا يفوته أي من أنواع الأطعمة المختارة وأطيب الأطعمة ثلثي القاعة المذكورة، وتقف الفرش لخدمة هؤلاء الحاضر، و تقوم حاشية الأساتذة بإعداد الماء المتبخر في أكواب. والفخار يرسمه الحاضرون، وفصلهم للآخرة، يشملهم، وبعضه يصل إلى أهل القاهرة من بعض الناس إلى بعض، ويأخذ الرجل الواحد ما يكفي الجماعة، فإذا الوزير فيصل، يؤتى إليه مما عند الخليفة، ويده فيه تكريما له، وطيبا لنفسه، وربما حمل جزءا كبيرا مما للخليفة. سحور الخليفة، وبعد الوجبة الأخيرة تفرق الناس إلى أماكنهم لمدة ساعة أو ساعتين. قال: ومبلغ ينفق في شهر رمضان. ويستحق لمدة سبعة وعشرين يوماً ثلاثة آلاف دينار.
- ذاكرة اليوم.. سوريا تعدم إيلى كوهين وميلاد عبده الحامولى ونابليون إمبراطورًا
- ندوة "حازم المستكاوي.. الفنان والإنسان" فى المجلس الأعلى للثقافة