خالد دومة يكتب: المعنى الشريف – اليوم السابع

كل إنسان يبحث في نفسه عن المعنى الكريم، ينقب في روحه، يريد أن يظهر أفضل ما في نفسه، المعاني الإنسانية فيه، يحب الكرم والشجاعة والخير والصبر والجمال والرحمة القوية عليه، متمثلة في لبسه. كثوب ليظهر في أبهى صوره مصفحًا عن الجشع والبخل والأهواء. والميول التي تضغط عليه، شهوات الجسد والشهوة وحب الذات، لها أسوار وحواجز في طريقها وتسقط في منتصف الطريق، أم من ينجح في تحقيقها، هم النخبة الذين يضحون بكل شيء من أجل أعظم المعاني لإحياء. إنهم الذين امتلأت أجسادهم بالطعنات، وعانوا الفقر والضربات. القدر، لكنهم يعلمون أن ما يسعون إليه هو… هذا أسمى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان، ويشعر به عندما ينتصر على المعاني السامية التي امتلأوا بها، وناضلوا من أجلها. إنه أعظم انتصار على أجسادهم الصامدة في وجه عجزهم وضعفهم، أعظم قيمة من أي ثروة أخرى، فالإنسان يخوض حربا ضد نفسه، وهكذا حسموها عندما انتصروا لأرواحهم في عالم أنقى هم أكبر في عيون

إن إرادة الحياة تكمن في ذلك الجوهر، في تلك الحقيقة الكبرى، وهي انتصار لحقيقة الإنسان الروحية، وأن هذه الحقيقة لا ترتبط بالمال وزيادته وتراكمه، فتتغلب في النهاية على غرائز الإنسان. الجسد الفاني والمعاني أشمل وأرقى وأبقى، وهي التي تحدد قيمة المرء ومصيره. ينفخ فيها روحه، وهي تمثل حياة لها معنى بالنسبة له إذا لم يشعر بقيمتها في روحه. والبحث عن تلك المعاني هو عادة الجميع، فيتخذون مسارات ومواقف. وسعياً وراءها حتى أحقرهم يكشف ما خفي فيها، ويظهر حبه وانتماءه لها، ويخدع نفسه في عدم قدرته على الحصول عليها، مهما كنا بمكر نريد أن نعيش حياة نظيفة، ولكن عندما ننوي نقف عاجزة، فتموت فينا ولا يموت الإعجاب بها. ويمكن لهذه المعاني الإنسانية أن تتجلى في كثير مما يحيط بنا. وتدور في فلكنا، فالحياة مليئة بهذه المعاني الكثيرة والمتنوعة، ويمكن أن تجمعها أصول أكبر، كل حسب طاقته وقدرته على تحقيقها. وبعضها يمتد من الفرد إلى الأسرة، إلى القرية، إلى القرية، وتنمو وتنمو النفوس على درجات مختلفة في إنجازها، وفي قوتها، وفي طموحها الحكماء والفلاسفة الذين ينظرون من منظور شامل في الحياة، ينظر إلى الإنسان في كل مكان على وجه الأرض، ولا يحده من وجهة نظره حدود أو أسوار. وبغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه، ليس لديه تعصب أو حدود تحد من نفسه وعقله.

دائماً نجد الإنسان يبحث عن نفسه، فيما يحيط به، يبحث عن وجوده، وأهميته، ودوره في الحياة، وتأثيره والإنتاج الذي ينتجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top