خالد دومة يكتب: الراعية 4

ابتعدت عن العالم إلى القفار والمراعي، بعيداً عن العيون التي كانت تراقبها من بعيد. رائحة بول الخروف لم تر أنفها وما آلت إليه إلا بعد أن تركت الخروف وعصاها، وما بقي لها في أعماقها أثر سنوات من المشي خلف القطيع ألبسها صبرها في وجه تعلمها من الخسارة.

علمتها سنوات العزلة الهروب من الحقيقة، لأنها باهظة الثمن وتتطلب أشخاصاً أقوياء، وأنها كانت دائماً حذرة وخائفة من الذئاب، آلاف الساعات من الصمت بحثاً عن المرعى، كم أتعبتها الحياة، وسائل الرزق التي نتقوى بها، تعبت من قيادة قطيعها إلى وسائل الرزق، تريد أن تقود، تغير الأدوار، تلوح لها العصا من بعيد، فتخاف وتعود وتحذر الآخرين ل لتبتعد كل ما ستحصل عليه هو الضرب بالعصا ويقف الذئب خلف المخرج ويهدد من يحاول أن يتحرر فالموت ينتظره ينتظر لحظة الفراق ليتقن الدرس ولم يحاول تتعلم أي شيء آخر، وما هي إلا تهديد حتى تعيش في الأسر، تخاف من شيء ما، أدمنت الصمت الدائم، علمتها ألا تنام، خوفًا من أن يجني غيرها حصاد الشقاء. سرقة وطالما هي آمنة في الخوف، فإنها تغتنم الفرصة مثل الذئب، يتغير لون دمها. رائحتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top