وعلى قمة صخرة على ارتفاع 6000 قدم، اختار حسن الصباح قلعة قائمة بذاتها لتكون مركز حكمه، والتي ستعرف فيما بعد باسم الحشاشين. وفي نهاية القرن التاسع الميلادي، كانت بلاد المسلمين مرتعاً للوعظ الباطني من القرامطة والإسماعيليين وغيرهم، الذي بشر بظهور المهدي المنتظر. ومن الناحية السياسية، فقدت الخلافة العباسية معظم قوتها ونفوذها على الدول المجاورة. بعد أن بزغ نجم الدولة السلجوقية وسيطرت على إيران وأفغانستان وآسيا الوسطى بقيادة مؤسسها. ويشير الكاتب اللبناني أمين معلوف في روايته «سمرقند» إلى أن بداية حسن الصباح كانت مع أول لقاء له مع عالم الفلك والرياضيات الشهير عمر الخيام. فحل ضيفاً في غرفة «الصباح»، وكان طالباً مجهولاً. وبعد فترة من الحوار سيشعر الخيام أن الصباح ليس شخصا عاديا. فيقول له: إذا حاولت التأثير علي؛ يجب أن أعترف أنك نجحت، فمن أنت؟ فيرد عليه الصباح: لقد أخبرتك باسمي، لكنه لا يوقظ في روحك شيئاً. أنا حسن الصباح القمي، ولا أدعي أي مجد إلا أنني في السابعة عشرة من عمري قد أكملت كل ما يتعلق به. إلى علوم الدين والفلسفة والتاريخ والتنجيم.
تأثير “الصباح” على روح عمر الخيام، دفعه إلى ترشيحه لمنصب “حارس الأخبار” إلى جانب نظام الملك، إذ كلفه الوزير برئاسة المنصب، وقال: “أعلم أن أنت كتوم وقليل الميل إلى الكلام، وأنك حكيم وعادل وعادل وقادر على التمييز بين الصواب والخطأ، وأود أن أضع بين يديك أصعب المهام، ولم يكن الأمر كذلك حتى رفض الخيام المنصب ورشح صديقه قائلا: “أستطيع أن أنسى رفضي من خلال تقديمك لرجل تعرفت عليه منذ فترة، فهو ذكي للغاية”. علمه غزير، ومهارته مذهلة، ويبدو أنه مخصص لمنصب كاتب الأخبار، وأنا على ثقة أن اقتراحك سيسعده، واعترف لي أنه من الري جاء إلى أصفهان مع الأمل القوي في العمل معك.” فسأل نظام الملك: إمام شيعي؟ ثم أضاف: ولا يزعجني ذلك، مع أنني أعارض كل بدع وانحرافات يتجاهلون ثقتي وحمايتهم، والوحيدون الذين أحذر منهم هم الإسماعيليون. ولم يكن نظام الملك يعلم في البداية أن حسن الصباح كان إسماعيلياً معارضاً للنظام الذي كان يخدمه. وسيكون قادراً على إقناع الوزير بذلك، وسينجح قريباً في إنشاء شبكة من العملاء. والتجار والدراويش والحجاج الكذابين، يهاجمون الإمبراطورية السلجوقية، ولا يغفلون عن سماع ما يحدث في أي قصر أو قصر. طريقة سرية. الآلة الرهيبة التي صنعها الصباح ستحظى بموافقة نظام الملك، وسيفتخر بها، وهو ما سيحاول الصباح قلبه على الوزير. لتنفيذ خطته الكبرى لتقويض الإمبراطورية؛ ومع ذلك، سرعان ما تمكن الوزير العجوز الماكر من تقديم خطته إلى الملك. ويكشف معلوف في روايته أن الصباح حاول الوصول إلى ملكشاه من نقطة ضعفه. لقد عرف مدى بخل الملك، فظل يخبره عن نفقات الوزير، ولفت انتباهه إلى ملابسه وملابس تلك. وبالقرب منه استيقظ السلطان ظهيرة أحد أيام السبت وهو يشكو من صداع مؤلم، وكان مزاجه حربيًا عندما علم من شبكة الصباح أنه قد تم توزيع ستين ألف دينار ذهبي على الجنود. حرس الوزير الأرمني طلب الملك تقريراً وقال: الوزير احتاجه لمدة عامين، وتطوع الصباح بإتمامه خلال 40 يوماً. وبعد فترة سأل الملك، فقال حسن: لقد وفيت بوعدي، والإعلان هناك هذا، ولم تكن الصفحات الأولى كعادتها إلا كلمات شكر وتقدير، ولكن عندما عاد إلى وضعه المالي، انفتحت شفتاه وأغلقتا، وساد صمت، وقال: مولاي لا أستطيع الراحة لقد رتبت أوراقي بالترتيب، والورقة التي أبحث عنها لابد أن تكون قد سقطت، فتدخل نظام الملك بنبرة تنضح بالفروسية، يطلب منها الانتقال إلى مدينة أخرى. وتكررت القضية، وحينها شعر الملك بالخداع، فأمر بالقبض على الصباح وإعدامه. يقول معلوف: تكلم عمر لأول مرة في المجلس وقال: ربنا يغفر لنا أن حسن الصباح ربما أخطأ وأخطأ بسبب تهوره واندفاعه، وينبغي طرده، لكنه لم يفعل. ارتكاب أي خطيئة خطيرة ضدك. فقال الملك دع عينيه أي “اقتلعا” فتدخل عمر مرة أخرى: لا يا سيدي أن توقع مثل هذا العقاب على شاب يسهل عليه أن يطرده بالقراءة ولا يكتب. : من أجلك يا خوجة أقبل أن أتراجع عن قراري مرة أخرى، ويحكم الصباح بالطرد.