اليوم الذكرى الـ70 لصدور أول حكم إعدام من محكمة الثورة برئاسة جمال سالم وعضوية حسين الشافعي وأنور السادات، على ستة من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وسبعة آخرين حكم عليهم بالسجن المؤبد. أحكام بالسجن، بتهمة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فيما أصبح يعرف بحادثة المنشية، في 4 ديسمبر 1954.
العلاقة المتوترة بين الجماعة بقيادة قطب والضباط الأحرار، وخاصة جمال عبد الناصر -الزعيم الفعلي للضباط الأحرار- والتي ظهرت قبل أشهر من محاولة الاغتيال، لم تظل سرا، إذ إن المواجهة مع جماعة برودربوند محاولة اغتيال عبد الناصر أثناء تواجده في ميدان المنشية بالإسكندرية يوم 26 أكتوبر 1954. للاختباء هناك. وقبل أن يتم القبض عليه في 18 نوفمبر 1954، اتهم حينها بكتابة منشورات سرية لجماعة الإخوان ضد الثورة، والتي أطلق عليها في عددها الصادر في 19 نوفمبر 1954 اسم “الإخوان في المعركة” تحت عنوان “الإخوان في المعركة”. “القبض على سيد قطب” “أكدت أنه تم القبض على سيد قطب أثناء دخوله منزله بحلوان بعد هروبه”. وقد أكدت الصحيفة أنه “قطب” الذي كتب منشورات سرية ضد الثورة، وفي نفس اليوم نشرت “الأهرام” خبر القبض على سيد قطب تحت عنوان “القبض على سيد قطب”. المسؤول الإخواني حلمي أبو كرم”، وأشار إلى أن قطب كان يوجه سياسة المطبوعات الثورية ويحرض الإخوان على الهجرة”.
وفي اعترافاته التي نشرتها “أخبار اليوم” بتاريخ 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1954، أكد “قطب” أنه زار الهضيبي بعد عودة الأخير من سوريا، وأبلغه بتدبير الانقلاب الذي سيطيح به الرئيس جمال عبد الناصر. وزيادة قوة اللواء محمد نجيب في السلطة، وأن قطب قال للمرشد الأعلى محذرا: “كن حذرا، وخذ احتياطاتك من الناحية الدولية، لأن الشرق الأوسط منطقة حساسة، ويمكن لبعض الدول التدخل فيها”. . فأجابه المرشد وقال إنه اتخذ كافة الاحتياطات. دولياً، وأجرى الإخوان اتصالات في هذا الشأن حتى اعترفت الدول بانقلاب الإخوان. وجاء في نفس الخبر أن قطب اعترف بإصدار نشرة سرية للإخوان بعنوان “هذا المعاهدة لن تنجح” وقام بنشرها. وأخرى بعنوان “لماذا نناضل”، فيما أشارت الأخبار إلى أن عددا كبيرا من الإرهابيين اعترفوا بأن الانقلاب على عبد الناصر كان من المفترض أن يكون دمويا، وكان من المفترض أن يقتل آلاف المدنيين المعارضين لحكم الإخوان.
- دار كريستيز فى لندن تستعد لبيع مخطوطة قبطية نادرة.. قيمتها 4 ملايين دولار
- ثقافة لبنان.. 3 شعراء من بلاد الأرز.. تعرف عليهم
- مسلسل صيد العقارب.. كل ما تريد معرفته عن العقرب الأسود
وبحسب الإعلامي حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، فإن قطب قدم في “تقرير وبيان” ما أسماه “خلاصة” يعتقد فيها أن العنف الذي عومل به الإخوان المسلمون عام 1954 يرتكز على حادث خططوا له ولم يخططوا له، وهو حادث تعاملوا معه بمفردهم دون غيرهم من الأفراد أو الطوائف المتهمين بالتآمر لقلب الحكومة. لفة للرد على الهجوم كما كرر بقوة.
وقال في بداية التقرير إن الحادث كان مخططا له ولكن بأصابع غريبة، إذ قال: “منذ وقوع هذا الحادث شككت في التخطيط له، ولم أعلم شيئا يقينا عنه، لكن كل الظروف المحيطة جعلت أشك في أن الأمر لم يكن طبيعيا، وضغط علي شيء ما”. ما أعتقده هو أنه يخطط لاستكمال الخطة التي تنتهي بالصدام الكبير بين الثورة والإخوان لتحقيق أهداف خارجية. إنه على الأرجح من استقراء المال ومن خطة السيد. فؤاد جلال ممثل جمعية الفلاح أنها أمريكية”.
وبعد ذلك أدانت المحكمة قطب بالتهم المذكورة، وأصدرت حكما عليه بالسجن لمدة 15 عاما كاملة، بسبب مرض صدري وصل إلى حد النزيف الرئوي، وفي صيف عام 1955 تم إرساله إلى السجن. – نقل مستشفى ليمان . ويرى عادل حمودة أن قطب، بخبرته السياسية المحدودة، تصور أن خلافه معه. السلطات والتحريض ضد عبد الناصر، إذ كانت معاركه السابقة مع طه حسين وغيره، ولم يكن يعتقد أن القضية قد تؤدي إلى السجن أو الإعدام لاحقا.
- مسلسل صيد العقارب.. كل ما تريد معرفته عن العقرب الأسود
- الباحث عبد القادر محمود غلاب يحصل على درجة الماجستير فى التخطيط والتنمية
- تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع الأدبى في المجلس الأعلى للثقافة
وهكذا تعامل سيد قطب، الذي كان يتمنى منذ أشهر لنفسه منصبا في أحد المناصب الرفيعة، أو يكون له منصب خاص في السلطة، إما إلى جانب الضباط الأحرار أو إلى جانب الإخوان إذا حققوا أهدافهم، هو نفسه في السجن. كإرهابي ومحرض على القتل والدمار، وتحولت اللحظة إلى لحظة مرعبة، وكما كانت آراؤه النقدية عاطفية عندما التقى كان منتسباً إلى المجتمع الثقافي، وكما كان غاضباً بعد أن تحول إلى التنظير الاجتماعي بعد عودته من أمريكا، التقط قلمه في السجن وأوضح أنه كان يحلل هذا المجتمع الذي سمح له بالاعتقال، ولم يغضب أصبح أو يتمرد. بسبب سجنه. وكان كتابه “معالم الطريق” يعتبر فيه هذا المجتمع جاهلا، قائلا: “إننا نعيش اليوم في عصور ما قبل الإسلام، مثل عصور ما قبل الإسلام أو حتى عصور أكثر ظلمة. الكل ومن حولنا جهل ما قبل الإسلام بفنونهم وأدبهم”. وفي هذا الكتاب اختلف قطب كثيرا عن المنهج الإسلامي، حيث استبدلت الرحمة بالإرهاب، واستبدلت الإنسانية بالمواجهة مع الإنسانية جمعاء، وقد استمد سيد قطب هذا المصطلح الخارجي من المفكر الهندي أبو العلاء المودودي، كما اشتق من له مصطلح “المجتمع الجاهلي” وهي مصطلحات استخدمها المودودي لوصف المجتمعات الهندية غير المسلمة في بلاده.