مفاهيم أساسية فى الإسلام.. ما معنى "الإحسان"

ونواصل مع سلسلة المفاهيم الأساسية في القرآن الكريم، وخاصة تلك التي نعالجها ونسمع عنها، ومنها مفهوم الإحسان. ولهذا نعتمد على كتاب “موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة” الذي فيه د. عبد اللطيف محمد العبد يتحدث عن إحسان:

والإحسان لغة: فعل الخير، مع المهارة في فعله (كما في القاموس القصير).

وفقا للشريعة الإسلامية: عليك أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

وهو عمل خير يجب على المرء أن يفعله بالفضل والمحبة، والأفضل أن يكون قائما على نفسه دائما، دون نقص أو انقطاع، لأنه عمل فضيلة، ولأنه يقرب إلى الله عز وجل. . .

وردت كلمة “الحسن” في القرآن الكريم بجميع أشكالها حوالي مائة وخمسة وتسعين مرة، منها اثنتي عشرة مرة مع كلمة “الإحسان”. وهذا دليل على أهمية هذه المكانة في الإسلام، حيث أمرها الله تعالى في مثل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} النحل:90.

الإسلام مبني على ثلاثة أشياء: الإسلام والإيمان والإحسان. والإحسان من دين المسلم كما دل عليه حديث جبريل المتفق عليه. (إنه جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم) فذكر الأديان الثلاثة، وفي الرد على الإحسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد) كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) رواه البخاري.

وقد بينت السنة النبوية أن الصدقة كالروح تجري في كل شؤون المسلم.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الخير على كل شيء..) رواه مسلم.

والإحسان في العبادات يتم باستيفاء شروطها وأركانها، واستيفاء سننها وآدابها، وأن ينغمس المؤمن في شعور قوي بأن الله تعالى يراقبه، حتى يرى ويشعر بأن الله تعالى موجود. علمه كما جاء في حديث جبريل.

الإحسان في باب المعاملات: هو بر الوالدين، من حيث طاعتهما، والإحسان إليهما، وكف أذاهما، والصلاة والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وتنفيذ عهدهما.

قال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ثم ذكرت الآية ثمانية أقسام أخرى توجب الإحسان، وهي: {وبالأقربين واليتامى والمساكين، وَالْجَارُ ذُو الْقُرْبَى وَالْجَارُ الْغَرِيبُ وَالْصَاحِبُ فِي الْغَيْرِ وَالسَّفِيرُ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} النساء: 36. نت ولذلك ورد أمر نبوي في الإحسان إلى العبد، بأن يعطيه أجره قبل أن يجف عرقه، وأن يكلفه بشيء لا يحتمله. وإذا بقي في بيته فإنه يأخذ حقه من الطعام والكسوة، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتى أحدكم خادمه بالطعام، فإن لم يجلس معه، فليطعمه لقمة أو لقمتين، أو لقمتين أو اثنتين، فإنه ولي. علاجه) رواه البخاري.

كما أن الإحسان إلى المرأة أمر يأمر الإسلام بحسن معاملتها، والقيام بجميع حقوقها، والإحسان إليها، والتحاكم إلى أهلها إذا اختلفوا، وتربيتها على وجه لا ضرر فيه، كما ورد. ولم ترد آية أخرى في القرآن، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء فإنهن عوان لكم). وقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

وهكذا فإن الإحسان يختلف باختلاف أحوال الآخرين: فهو لمن هو أقرب إليهم بعدله ورحمته وإحسانه إليه، مع طيب القول والعمل.

للأيتام: بحفظ حقوقهم وتأديبهم وتربيتهم وعدم إجبارهم.

وللفقراء: بإشباع جوعهم، وستر عورتهم، وتشجيعهم على إطعامهم، ودفع الشر والمنكر عنهم.

وللمسافرين: بقضاء حوائجهم، وملء حياتهم، وحفظ كرامتهم، وقيادتهم وإرشادهم.

وللعامة: بحسن القول، ولطف المعاملة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورد حقوقهم، وكف الأذى عنهم.

والإحسان إلى الحيوانات: أن تطعمها إذا كانت جائعة، وتداويها إذا مرضت، وتلطف بها في العمل، وتخفف عنها التعب.

تحت حسن النية: كثرة الكرم، وخاصة في رمضان، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما روى ابن عباس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل…) رواه مسلم.

ولا يتحقق الكمال في العمل إلا بالإتقان فيه وإتقانه، مع تجنب التزوير والاحتيال. براعة جيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top