سفير الرواية اللاتينية.. كيف نقل صالح علمانى سحر ماركيز إلى الشرق؟

تحل اليوم الذكرى الخامسة لوفاة المترجم الفلسطيني الكبير صالح الألماني، حيث وافته المنية في 3 ديسمبر 2019 عن عمر يناهز 70 عاما في إسبانيا، حيث فقدت الساحة الأدبية العربية سفير اللاتينية لدى العرب، بعد أن قضى لها. أكثر من ربع قرن في خدمة الأدب اللاتيني ولتعريف القراء العرب بهذا النوع من الأدب، قام بترجمة أكثر من 100 عمل من الإسبانية، ثمرة جهوده خلال أكثر من 30 عاماً في ترجمة الأدب الأمريكي اللاتيني. الأدب الإسباني بشكل عام.

لعبت ترجمات صالح الألماني من الأدب الإسباني وأمريكا اللاتينية دورا كبيرا في تعريف الكتاب والقراء العرب باتجاه “الواقعية السحرية” التي ميزت الحركة الروائية في أمريكا اللاتينية. وكان لهذه الترجمات التي بلغ عددها مائة، أثر في تطور الرواية العربية وفتحت آفاقها على أبعاد وتقنيات وجماليات سردية مجهولة.

ونسب إليه الفضل في العلمانية، فترجم روايتي ماركيز الشهيرتين “مئة عام من العزلة”، وهو عمل روائي تتقاطع فيه قصة حياة عائلة بوينديا وأبنائها وأحفادها مع تاريخ كولومبيا وحضارتها المدنية. الحرب، وانفصالها عن المستعمرين الإسبان، بينما يقدم في ترجمته لرواية «الحب في زمن الكوليرا» قصة حب لا يصدق يشتد مع اقتراب الموت، مقدماً فعل ذلك، وروى قصة جريمة شرف في «قصة موت معلن» التي تدور أحداثها الواقعية في منتصف خمسينيات القرن الماضي. في الريف الكولومبي حيث ولد ماركيز نفسه.

كما قام سيماني بترجمة السيرة الذاتية لماركيز “عشت لأحكي” والتي فتح فيها الحائز على جائزة نوبل العالمية صندوق قصصه الشخصية وتحدث عن تفاصيل حياته وتجاربه وقصته مع الفقر وتاريخ بلاده كولومبيا. الذي عايش أحداثه السياسية. كما أخبر ماركيز برايس عن علاقته بوالدته، ودراسته في القانون التي لم يكملها، وعمله في الصحافة ومغامراته الصحفية.

وإلى جانب ترجماته الروائية، يترجم الألماني رواية “إسبانيا ثلاثة آلاف عام من التاريخ” للكاتب أنطونيو دومينغيز أورتيز، والتي يروي فيها قصص الأشخاص الذين عاشوا في شبه الجزيرة الإيبيرية منذ تأسيس مدينة قادس أكثر من عام. منذ ألف سنة قبل الميلاد إلى عصور المستوطنات اليونانية والفينيقية، ثم الغزو الروماني والفتوحات الإسلامية، وعصر الملوك الكاثوليك فرناندو وإيزابيلا، وحتى عصر فرانكو ونهاية العهد الديكتاتورية. وهي التحولات التي ساهمت في مجملها في تشكيل شخصية إسبانيا المعاصرة.

كما قام سيماني بترجمة “حفلة الماعز” و”دفاتر دون ريجوبيرتو” و”رسائل إلى روائي شاب” للروائي ماريو فارغاس يوسا، فيما ترجم “إينيس عاشقة روحي” و”إينيس حبيبة روحي”. مترجم. الروح، و”صورة عتيقة”، و”مجموع الأيام” للروائية إيزابيل الليندي، و”باولا”، كما قام بترجمة كتب أخرى لكتاب كبار مثل جوزيه ساراماغو، وإدواردو ميندوزا، وخوسيه ماريا ميرينو، وميغيل أنخيل. . أستورياس، برناردو أتشاجا، إدواردو جاليانو، أنطونيو سكارميتا، خوان رولفو، بابلو نيرودا و4 مسرحيات للوركا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top