المبدعون.. إحسان عبد القدوس أعماله تتجاوز الـ600 رواية وقصة

لا شك أن الأدب والإبداع يشكلان ركيزة أساسية في نهضة المجتمعات وتقدمها. يمتلك صاحب القلم القدرة على تشكيل الوعي وصقل الذوق العام لدى شعبه، وفي مصر ظهر عدد كبير من عباقرة الكتابة والسرد الذين تركوا بصمتهم. إنهم لا يُنسى، ورغم رحيلهم إلا أن أعمالهم تستمر في إثراء المكتبات العربية والمساهمة في تشكيل الهوية الثقافية للكاتب إحسان عبد. القدوس الذي يجسد عبقريا في أدبه قلما يتكرر.

ولد إحسان محمد عبد القدوس في يناير عام 1919م. قبل أن يسافر والده إلى إيطاليا لدراسة التمثيل، ألحقه والده بالمدرسة العباسية، ثم التحق بمدرسة السلحدار بباب الفتوح. وكان تحت رعاية محمد عبد الوهاب مدرس الموسيقى وصديق والده محمد عبد القدوس.

التحق بعد ذلك بمدرسة خليل آغا (1927-1931)، ثم مدرسة فؤاد الأول، حيث حصل على شهادة الدراسة الثانوية عام 1938م، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول وحصل على البكالوريوس عام 1942.

وبعد تخرجه في كلية الحقوق حاول العمل بالمحاماة لكنه فشل. ثم اتجه للعمل في مجال الصحافة، فكتب مقالاً ضد السفير البريطاني بعنوان “هذا الرجل يجب أن يرحل”. وكان الوزير آنذاك محمود فهمي النقراشي، فتم القبض على إحسان ووضعه في السجن الجانبي. من أراد أن يتحمل مسؤولية المقال، بحسب مشروع “قصة الشارع” الذي أطلقته الوكالة الوطنية للتنسيق الحضري.

وبعد إطلاق سراح إحسان، عينته والدته رئيساً لتحرير مجلتها “روز اليوسف”، وظل رئيساً لتحريرها خلال الفترة “1945-1964م” التي تولى فيها رئاسة مجلسها. مديراً لمؤسسة روز اليوسف عام 1960م، بعد تأميم الصحافة، ثم عين رئيساً لتحرير أخبار اليوم خلال الفترة “1966 – 1974م، وفي عام 1971م تم تعيينه رئيس مجلس إدارة نفس المؤسسة.

تم اختياره كاتباً متفرغاً لجريدة الأهرام خلال الفترة “1974-1975م”، ثم رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام من مارس 1975 إلى مارس 1976م، وبعدها أصبح كاتب متفرغ بجريدة الأهرام حتى وفاته في يناير 1990م.

لن تنسى الحياة السياسية المصرية نضال إحسان من أجل الديمقراطية والحياة الدستورية والحريات العامة، حتى دفع ثمنا باهظا يدفعه المناضلون من أجل الحرية، دون أن يتلاشى صوته أو يجف قلمه، أو مبادئه التي آمن بها حتى آخر يوم في حياته. ومع ذلك، لم يكن شخصًا حزبيًا. وفي عام 1984 كان قلم إحسان عبد القدوس في طليعة الأقلام المشرفة التي زينت الجريدة.

عائلة احسان

والدة إحسان هي السيدة. روز اليوسف واسمها الحقيقي فاطمة اليوسف. وهي فرح لبنانية الأصل، صاحبة فرقة مسرحية.

التقت فاطمة اليوسف بالمهندس محمد عبد القدوس مهندس طرق وجسور وكان عبد القدوس من عشاق الفن، فأعجبت به فاطمة وثار والده وطرده من منزله بسبب مواعدته لممثلة متزوجة وترك ابنه وظيفته الحكومية وتفرغ لوقته. إلى الفن كممثل وكاتب مسرحي أنجبت ولدين: محمد وأحمد وقد منحتهما الحب والرعاية، وأصبح محمد كاتباً مشهوراً، بينما حصل أحمد على درجة الماجستير في إدارة الأعمال المكتسبة. من كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. متحد

كتب إحسان عبد القدوس أكثر من ستمائة رواية وقصة، قدمت السينما المصرية عددا كبيرا منها، إذ تم تحويل 49 رواية إلى أفلام، و5 روايات إلى سيناريوهات مسرحية، و9 روايات إلى مسلسلات إذاعية، و10 روايات أخرى مقتبسة في مسلسلات تلفزيونية، بالإضافة إلى 65 رواية له، وقد ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية، ومن رواياته “لن أرتدي ملابس والدي” لسنا على قيد الحياة – عزيزتي، كلنا كذلك. لصوص – وغربت الشمس ولم يظهر القمر – الحياة فوق الضباب – في بيتنا رجل.”

جوائز الاحسان

حصل إحسان عبد القدوس على العديد من الأوسمة، حيث قلده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى. كما حصل على وسام الجمهورية في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، بالإضافة إلى وسام الدولة من. الجدارة في الأدب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top