اليوم الدولي لإلغاء الرق.. هل فعلاً انتهى أم هناك طرق معاصرة للاتجار بالبشر

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي لإلغاء الرق، وهو ذكرى إعلان اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الاتجار بالأشخاص واستغلال الآخرين في الدعارة، والتي صدرت في 2 ديسمبر 1949. لكن السؤال هنا: هل انتهت العبودية فعلا أم أن هناك أساليب معاصرة ومتجددة للاتجار بالبشر؟

وبحسب ما جاء في كتاب الاتجار بالبشر للكاتبة فاتن فايز الصفتي: إن جريمة الاتجار بالبشر تدخل ضمن مفهوم الجريمة المنظمة، حيث تقوم بها عصابات احترفت الإجرام وجعلت الجريمة محور اهتمامها. . ومجال نشاطهم إن ظاهرة الاتجار بالبشر ليست حديثة بل لها ماض طويل، فالعبودية والاستعباد وتجارة العمالة والاحتيال والدعارة…إلخ، كلها أعمال كانت موحدة في كل المجتمعات القديمة. بغض النظر عن طبيعة أنظمتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية. ولكنها انتشرت خلال الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، وتنوعت أعمالها، وظهرت أشكال جديدة لم تكن موجودة من قبل.

يعد الاتجار بالبشر انتهاكا لحقوق الإنسان، ويزيد من التفكك الاجتماعي، ويؤدي إلى ضياع الموارد البشرية، فضلا عن تدهور الصحة العامة، بالإضافة إلى هيبة الدولة ويضعف الأمن العام، ويساعد على انتشار الجريمة والانحراف، و الحصول على أموال غير مشروعة مما يغذي النشاط الإجرامي. وصنفت الأمم المتحدة هذه التجارة بأنها ثالث أكبر تجارة غير مشروعة في العالم بعد تهريب الأسلحة وتجارة المخدرات. هناك (127) دولة منها (36) دولة منشأ لهذه الجريمة أغلبها دول نامية، و(98) دولة مصنفة كدول عبور، و(137) دولة وصول أغلبها دول صناعية (بعض الدول) (تعتبر الأصل والعبور والمقصد النهائي) حسب تقديرات منظمة العمل الدولي: عدد الأشخاص المتورطين في الاتجار بالبشر بأشكاله المختلفة هو (12.3 مليون) شخص)، وبحسب منظمة اليونيسف هناك (158 مليون طفل) تتراوح أعمارهم بين الخامسة والرابعة عشرة من العمر ينخرطون في عمالة الأطفال، أي بمعدل طفل واحد لكل ستة أطفال في جميع أنحاء العالم. وتقدر أرباح الاستغلال الجنسي للنساء والأطفال بنحو 28 مليار دولار سنويا، في حين تقدر أرباح العمل القسري. وتقدر بنحو 31.6 مليار دولار سنويا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top