الأمثال الشعبية.. حكمة المصريين المتوارثة عبر الأزمان

ابتلي الشعب المصري بالحكمة الموروثة، فهو من أقدم الشعوب حضارة، أي أنهم ابن الحياة في شواهد وقصص التاريخ، وهناك نوعان من التاريخ: رسمي وشعبي.

التاريخ الشعبي لمصر هو المرآة التي تعكس حياة الناس وتفاصيل حياتهم اليومية على مر العصور، التاريخ الذي يخص البسطاء، ويعبر عن آمالهم وآلامهم وأحلامهم وعادة ما يأخذ الناس هذا التاريخ “بالحكمة” التي قد يأتي في قصة، لكنه يتألق في “مثل شعبي”.

نعلم جميعًا أن الأمثال الشعبية هي الكنز الحضاري الذي يتوارثه المصريون من جيل إلى جيل.

الأمثال الشعبية في مصر جزء لا يتجزأ من الضمير الجماعي، فهي تعكس روح الشعب المصري، وأفراحه وأحزانه، وذكائه وروح الدعابة، وتؤرخ تحولاته الاجتماعية على مر القرون.

منذ القدم، لعبت الأمثال الشعبية دورا كبيرا في نقل المعرفة والحكمة بين الأجيال. المثل الشعبي ليس مجرد كلمات، بل هو قصة قصيرة، أو موقف مميز مترجم إلى عبارة شاملة تناسب كل الأوقات.

الأمثال المصرية غنية ومعقدة، تغطي جميع جوانب الحياة، من العمل والزواج إلى العلاقات الاجتماعية والأخلاق، وهي من أبرز المواضيع التي تناولتها الأمثال.

– أمثال عن العمل والكفاح

وتظهر هذه الأمثال تقدير المصريين للعمل والجهد. مثل:
“الحجز يحب الخفاء”: الحث على العمل بهدوء، بعيدا عن التفاخر.
“القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود”: تأكيد على أهمية الادخار.

أمثال عن الحكمة والخبرة

“آه، أخبار اليوم فيها فلوس، غدا ببلاش”: نداء لعدم التسرع في انتظار الحقائق.
“اسأل مجربًا ولا تسأل طبيبًا”: قيمة الخبرة الشخصية في تقديم الحلول.

أمثال عن العلاقات الإنسانية

ويركز على التفاعلات اليومية بين الناس. مثل:
“إذا كبر ابنك فارغ الرأس”: دعوة لاحترام الأطفال عندما ينضجون.
“الجار قبل الدار”: أهمية العلاقات الطيبة مع الجيران.

الأمثال الشعبية: انعكاس لروح مصر

الأمثال الشعبية تعكس السمات المميزة للمجتمع المصري، مثل:
مزاح:
يميل المصري بطبيعته إلى السخرية حتى في أصعب الظروف. على سبيل المثال نجد:
“جاءت المرأة الحزينة لتفرح ولم تجد مكانًا”، كما يقال للسخرية من سوء الحظ المستمر.

الحكمة العملية

المثل المصري دائما واقعي ومبني على تجربة. مثل:
“من لديه ندبة في رأسه يشعر بها” في إشارة إلى الشخص الذي يخشى أن ينكشف أمره.

التسامح واللطف

ويظهر ذلك في أمثلة مثل:
“الحياة والملح لا ينتهيان أبدًا” في إشارة إلى إتمام العشور.

الأمثال الشعبية في الحياة اليومية

الأمثال تستخدم يوميا تقريبا في مصر، في جميع المواقف، فهي حاضرة في المحادثات العائلية والتجمعات العامة وحتى في المناقشات الجادة. على سبيل المثال:

وفي المواقف التي تتطلب الصبر يقال: “الصبر مفتاح التنوير”.
وعندما ينصح بعدم التدخل في الأمور التي لا تعنيه، يقال: “من طرد الشيطان أطلقه”.
هذا الاستخدام المكثف للأمثال يجعلها أداة للتواصل السريع، وتكثيف الكثير من الكلام في عبارة موجزة.

ومن أهم الأشخاص الذين اهتموا بالأمثال الشعبية وجمعها هو الأستاذ أحمد تيمور، إذ ألف كتابا جمع فيه الأمثال الشعبية التي يتبادلها الناس فيما بينهم، ومن هذه الأمثال:

– لقد اتحدتم في المجلس ومن سيظهر حقدكم.
أي إذا كنت في جمع من الناس وأردت أن تعرف من منهم يكرهك، فتحدث بينهم بحديث يكشف لك بالقبول والرفض ما تكنه قلوبهم من حب أو كراهية.
– التقى البائس بالخائب.
فإنه يصيب الناس على حد سواء في المصائب والمصائب.
– نحن اثنان، ومن أين جاء الثالث؟
أي أننا اثنان ومن أين يأتي الثالث؟
– التزم الصمت واعمل قاضياً
فهو يضرب العاجز ويتقدم على الأفعال التي لا يستطيع القيام بها.
– ادعو لابني وأكره من يقول آمين.
يتعاطف مع الأطفال ويدعو لهم باللسان لا بالقلب.
– أعط سرك لمن يحميه.
ولا تكشف سرك إلا لمن يحفظه ويحفظه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top