قدمت الحضارة المصرية القديمة عالما متكاملا يدل على إنسانيتها وتقديرها لكل ما يحيط بها بما في ذلك الحيوانات. ولعل موقفها من “الكلاب” يدل على ذلك، إذ تم اكتشاف الكثير من مدافن الكلاب في المقابر القديمة، فلماذا كل هذا الاهتمام. ؟
- زاهى حواس يكشف حقيقة لعنة الفراعنة.. وعلاقة بوق حرب توت عنخ آمون بالثورة
- تزامنا مع انتشار جدرى القرود.. قصة طاعون جعل الناس ترقص حتى الموت
- يقدر بـ 18ألف جنيه استرلينى.. بيع طائر أبو منجل فى مزاد عالمى بلندن
يقول كتاب “عبادة الحيوان بين الدفن والرمزية” لزينب عبد التواب رياض:
- اعرف لوحة محطة البنزين للفنان إد روشا حققت كام فى مزاد نيويورك
- كتابها الأكثر مبيعا.. مؤلفة "الهشاشة البيضاء" تواجه اتهامات بالسرقة الأدبية
كانت الكلاب من الحيوانات المفضلة لدى المصريين القدماء. وهم رفاق أصحابهم في الحياة، وكانوا يستخدمون أيضاً في الصيد والحراسة، ولعل العثور على مدافن لهم في تلك الفترات المبكرة من التاريخ دليل على مكانتهم وأهميتهم وحتى تقديسهم.
- العثور على بقايا آثار مبنيين كبيرين يعودان إلى العصور الوسطى بإنجلترا
- إنشاء نوبل حسب وصية.. من أول الفائزين بأعرق جائزة فى العالم؟
- إسرائيل تزيل اسمها من لوحات مُعارة للمتاحف تخوفًا من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين
تخضع دفن الكلاب لتفسيرات مختلفة. وفسر هوليهان وجود مدافن الكلاب بجوار مقابر البشر على أنها مخصصة لاستخدامها كحيوانات حراسة، للوفاء بالدور الذي لعبته في الحياة الدنيا أيضًا في الحياة الآخرة، ويؤكد كل من فريدمان وآدامز ذلك. بالإضافة إلى ذلك، كانت الكلاب تعتبر آلهة حراسة المقابر، وربط بعض الباحثين الكلب بابن آوى، حيث أنه أحد حيوانات فصيلة الكلاب التي كانت تسكن الصحراء بالقرب من الوادي، وكانت ذات طبيعة قوية وسريعة الهجوم. اشتهر بمهاجمة المقابر لأكل الجيفة، لذلك ارتبط بعالم الغرب والأموات، واتخذه المصري القديم إلهًا حاميًا للمقبرة درءًا لشره.
ويرى علي رضوان أن “ابن آوى” يشير إلى وظيفة أخرى غير تلك التي تعرف بـ “حامي المقبرة وحارسها”. فهو يضمن وصول ضوء الشمس إلى العالم السفلي، وهو المسؤول عن جلب الضوء للحياة ذات المعنى، على اعتبار أنه ويب واووت (فاتح الطريق إلى إله الشمس) ولعل هذا هو التفسير الأكثر دقة، خاصة وأن معظم وكانت مدافن الكلاب التي تم العثور عليها في الاتجاه الشرقي أو الشمالي الشرقي في الدفن، وكأنها تواجه الشمس وتضمن الحياة لصاحب القبر. ولعل تقديس ابن آوى يعود إلى عصر نقادة الأول، حيث ظهرت التمائم على شكل ابن آوى، ذلك الحيوان المقدس المرتبط بعالم الموتى، والمرتبط أيضاً بحماية الموتى وحماية الموتى. مقبرة. ولذلك كان وجود الكلب في المقبرة ضرورياً؛ فهو يوفر الحماية والأمان، فكما كان وليًا أمينًا في الدنيا، فهو أيضًا راعي أمين في الآخرة.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت النصوص المصرية القديمة دور الكلب في العقيدة المصرية. وكثيراً ما كانت تشيد بسرعة الكلب التي وصفتها بسرعة البرق. وقد وُصف بأنه “ويب ووت” أي فاتح الطرق، ويُعتقد أنه التمثيل الحقيقي لأنوبيس المحنط والمرشد. من الموتى.
وأوضح كتاب الموتى كيف كان المصري القديم يأمل في كثير من الأحيان في سرعة الكلب. في الفصل 24، تشير إحدى التعويذات إلى رغبة الشخص في أن يصبح سريعًا مثل الكلب.