لا شك أن الكتائب كان لها أثر بارز في انتشار التعليم والثقافة بين المصريين في فترة معينة، وكلما نقرأ عن كاتب أو صحفي أو سياسي أو قارئ للقرآن نكتشف أن تعليمه كان على يد شيخ الأدباء في القرية أو المدينة التي نشأ فيها.
- إنشاد دينى في ليلة لعشاق مدح الرسول فى قبة الغورى بعد غد
- استخف به الأمراء فأصبح مؤسس أكبر امبراطوريات التاريخ.. حكايات جنكيز خان
وكان من بين هذه الشخصيات البارزة د. طه حسين عميد الأدب العربي الذي ذكر في كتابه الأيام مواقف كثيرة حدثت له مع الأدباء. وبدأ حديثه عن الأدباء في الفصل الخامس بقوله:
“لكنه لا يعرف كيف حفظ القرآن، ولا يتذكر كيف بدأه ولا كيف ردده، مع أنه يتذكر مواقف كثيرة من حياته في الكتاب، بعضها الآن يضحكه، و” وبعضها يحزنه. ويذكر مرات ذهب فيها إلى الكتاب، محمولاً على كتف أحد إخوته، لأن الكتاب كان بعيدًا، ولأنه كان أضعف من أن يمشي تلك المسافة، فقد فعل. لا أتذكر متى بدأ البحث عن الكتاب.”
- صور.. دار الكتب تحتفل بمسار العائلة المقدسة
- بقايا هياكل عظمية عمرها 600 ألف عام تكشف وجود أسود الكهف في جنوب أوروبا
- استخف به الأمراء فأصبح مؤسس أكبر امبراطوريات التاريخ.. حكايات جنكيز خان
لم يعبر طه حسين عن نفسه ولو مرة واحدة في هذا الكتاب بضمير الغائب، لكنه كان يعبر دائما عن نفسه بضمير الغائب، أو بكلمة “صديقنا”. يرى نفسه جالسًا على الأرض أمامي في صباح اليوم.” “سيدنا” ومن حوله كان يعبث ببعضها ويتذكر الرقع التي كانت عليها. جلس “سيدنا”. على دكة خشبية صغيرة، ليست مرتفعة ولا منخفضة، كانت توضع على يمين المدخل من باب الكاتب، بحيث كان من دخل يمر “سيدنا” الذي اعتاد لبس عباءته، أو بمعنى أدق شدّه”. الدفء” ولفه ووضعه فيه. فشكل الوسادة، فوضعها على جنبه الأيمن، ثم خلع نعله، وجلس على أريكته، وبدأ ينادي بالأسماء.
وسبب عدم تذكره لبعض الأحداث هو أنه كان صغيرا عندما التحق بالكتاب، لذلك ربما تكون بعض الأحداث قد انزلقت من ذهنه. لكنه يتذكر وقت ختمه للقرآن، وهو في التاسعة من عمره، أي أنه كان أكثر وعيا من ذي قبل، فوصف تلك الفترة بقوله:
“ذلك اليوم الذي ختم فيه القرآن، فقد كلمه سيدنا قبل ذلك اليوم بأيام قليلة عن ختم القرآن، وأن والده سيرضى به، ووضع شروطا لذلك و” ألم يتعلم أربعة من إخوته قبل صاحبنا، أحدهم ذهب إلى الأزهر، وصاحبنا هو الخامس.
وكانت حقوق سيدنا على الأسرة تتمثل دائما في الطعام والشراب والملابس والمال. أما الحقوق التي طلبها صاحبنا عندما ختم القرآن، فكانت في البداية عشاءً شهياً، ثم ثوباً. قفطان، وحذاء، وطربوش مغربي، وقبعة مصنوعة من هذا القماش الذي تصنع منه العمائم، وجنيه أحمر، لن يقبل بأقل من ذلك.
وهذه الهدايا التي يطلبها الشيخ هي من عادات الآباء مع أصحاب الكتبة، لأن الكتبة لم يكونوا مرتبطين بأي جهة رسمية، ولم يكن للقائمين عليه راتب ولا طعام، و الأغنياء منهم يزرعون الأرض.