مواسم المطر وتجليات الوطن في قصائد أمسية بيت الشعر

أقام بيت الشعر بدائرة الثقافة بالشارقة أمسية شعرية مليئة بالإبداع والبلاغة ارتفعت فيها الكلمات إلى سماء الجمال الشاعر السوري توفيق أحمد والشاعر اليمني د. شباب القاضي الجديد، و. شارك فيها الشاعر المصري طارق الجنايني، وقدمها الإعلامي اللبناني وسام شيا، وحضرها الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير الدار، بالإضافة إلى جمع غفير من الجماهير المتنوعة، ومنهم الشعراء والنقاد والعشاق الذين كانوا على خشبة المسرح في الوقت المناسب مع القصيدة. بيت الشعر، وتفاعلوا مع الشعراء الذين دخلوا المسرح وألقوا أجمل نصوصهم.

بدأت الأمسية بمقدمة للإعلامي وسام شيا قدم فيها الشيخ د. وتقدم صاحب السمو سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالشكر وقال: “شكراً لمن فتح النوافذ والأبواب على مصراعيها، وبنى المباني والمنصات لتشرق منها شمس الثقافة والشعر والإبداع دائماً”. وستشرق الشارقة بفضل رعايته ودعمه وعطائه المستمر واللامحدود الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم. الشارقة الشكر لدائرة الثقافة التي رافقت وشكلت العمود الفقري للنهضة الثقافية الفريدة التي جعلت من الشارقة مقصداً للعالم أجمع، ولبيت الشعر الذي أصبح منارة يرفرف عليها الإبداع من الجميع تنجذب الجوانب للتألق بجهد متواصل ولا ينضب في هذه المساحات. يقول مدير بيت الشعر الأستاذ محمد البريكي، ويشكر كل من ساهم في إحياء أجمل. إن الله تعالى لا يحب خلقه الذي هو الكلمة.

خلال المساء

ثم بدأت القراءات مع الشاعر توفيق أحمد الذي نسج مشاعر الفقد والحنين إلى الماضي في نسيج نصه في قصيدته “كيف كنا” التي تستذكر الذكريات، والتي يقول مطلعها:

ابكِ يا ليل كقلبي الحزين
بكاءنا أصبح طقساً.. أصبح فناً

يا حبيبي كيف تقتل حلمي؟
وعلى أحضانك قلبي مطوي

يا إلهي كيف كان أصدقاؤنا؟
هل تذكر؟ أتسائل كيف كنا!!

تغني أجمل القصائد عني
أنا بين يديك وأهز غصنًا

ثم قرأ قصيدة أخرى بعنوان “لعينيك” عبرت عن مشاعر الحب والألم والخجل التي يعيشها الأحبة، وأحلام السعادة التي يسعون لتحقيقها وسط أحزانهم، قال فيها:

من أجل عينيك أعرف هذا الحب الذي أنا عليه
إذا لم أقل أي شيء، فأنا أقول فقط
أنا المسافر الذي يلغي المسافات بنفسي
وقول له مثل الزمن الفصول
هل تعلم شجرة الخابور أنني كذلك؟
هناك دليل لجميع قلوب العشاق
يمر الحزن والغيوم فوق أصابعي
هل سيكون هناك مطر بعد هذه الساعة؟

جزء من المساء

بعد ذلك تحدث الشاعر د. قرأت نجود القاضي نصاً بعنوان “غداً خارج النص” كان بمثابة عبارة أمنية تسعى إلى السلام والمحبة للإنسانية.

غداً يرسم الأطفال سحابة بالحب
هرع إليها عطشى الأوطان

وحيث سقطت عيون الجنود ذات يوم
استيقظت تنانين الذاكرة شقائق النعمان

هناك ثقوب في معطف الحرب، تمرد
دقائق من الذكريات تتسرب منها

جفت طبول أغنية الموت
لا شيء يتكلم سوى زقزقة العصافير

ثم قرأت قصيدة بعنوان “فصول” تستذكر فيها آلام المنفى ورؤى الوطن الحزين التي يحملها الشاعر معه. قالت:
يدق المطر وتفتح الأمنيات
وتتطاير نوافذ الألم القديم

خلف الستائر كان هناك وجه غائم
يارنو وبوابات المدينة مرحلة

وكانت الريح في صمت هديلها وبكائها
سوف تعدو الخيول في غابات الكلمات

منذ أن أخبرني القمر أن مدينتي
لقد ابتعدت وسوف أقود في الظلام

واختتمت القراءات الشاعر طارق الجنايني الذي قرأ نصا مشتعلا بالأسئلة والبحث عن منابع روح الشاعرة التي تحترق في إبداعها لتنير، ومما قال فيه:

أراك في ومضة
مني وأبعد عن تجول النجوم..

ما خطبي؟ لا شيء سوى قصيدة
ترك الأسود كناية عن دمي..

وتتحطم الرؤى بالدقائق
يد تلوح لمن يحب ..

التذكير بحدقة السؤال وألمه
ترفرف على حطب الحنين المشتعل

بعد ذلك قرأ نصاً أثنى فيه على فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم، وسحب بين طياته نهراً من الكلمات الصادقة حاول من خلالها إظهار محبته القوية ولجوئه إلى الهدى. النبي، بما في ذلك ما جاء فيه:
وكنت أظن أنني جاهل عندما مد يده
حمامة مرسلة من أعماق الشفق.

لقد هبطت على جدول مائي ولم أدرك ذلك
هل وقع على القلب أم على العين؟

“أقبل”، وأردد الشيء الجميل
و”اقرأ” أقرأ عليه من سورة العلق..

أليس هذا دمي؟! لكن شذى نزفت
ابحث عن الماء، لا تسكبه على الطرق

وفي نهاية الأمسية قام الشاعر محمد البريكي بتكريم الشعراء ومقدم الأمسية.

الشاعر محمد البريكي يكرم الشعراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top