باحث وكاتب: الأدب والدواوين الشعرية أصبحت مصدرًا غنيًا لعلم التراجم

قال المؤلف والباحث فهد علي المعمري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، إن علم الترجمة يهتم برصد كافة تفاصيل حياة الناس، منذ ولادتهم وتعليمهم، مروراً بفترة التعليم في الدولة. الكتب والمعلمين، بمختلف مراحل حياتهم.

وأضاف أن الترجمات في الأدب العربي تمتد جذورها إلى بداية التصنيف عند العرب، وأن أول كتاب في هذا المجال كان كتاب “صنف الشعراء” لمحمد بن سلام الجمحي، والذي وثق فيه معلومات عن الكثير يملك. الشعراء، ثم جاء من بعده ابن قتيبة الدينوري بكتابه “الشعر والشعراء” الذي يعتبر أول مؤلف في تأسيس وتأريخ علم الترجمة عند العرب.

وأوضح المعمري أن بداية الترجمات في التراث الشعبي قديمة، حيث ظهر أول ديوان شعر في الخليج والإمارات بعنوان “باقة من الشعر الخليجي” طبع في دلهي عام 1967 للأديب أحمد بن خليفة آل خليفة. الهاملي. لكن الكتاب كان في الأصل ملكاً للشاعر علي بن قنبر السويدي من الأربعينيات، وقد نقحه الهاملي وأضاف إليه قصائد فجعله منسوباً إليه. وعلى الرغم من أن المجموعة لا تحتوي على سيرة واضحة، إلا أنها تذكر بعض الشعراء، مما يفتح المجال للعثور على المزيد من أسماء الشعراء في المنطقة. وأضاف أن علم السيرة في التراث الشعبي يمثل جانباً مهماً من تاريخ الأدب في الإمارات. يقدم صورة شاملة عن الشخصيات التي أثرت في مختلف المجالات الأدبية.

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “السيرة في كتب التراث الشعبي” ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، حاورت فيها الشاعرة شيخة المطيري، حيث أشارت إلى تنوع الشخصيات والأساليب والمناهج جعل السيرة من أشمل العلوم، إذ تتيح لنا استكشاف تاريخ المنطقة من خلال شعرائها وفنانيها ومفكريها ورواة تراثها.

وعن أول مساهمة في علم الترجمة في الإمارات، ذكر المعمري أنها تعود إلى عام 1967 مع كتاب «الشعر في الإمارات» للدكتور. أحمد أمين المدني، الذي ضم فصلاً عن تراجم الشعراء، شكل بداية مهمة لهذا العلم في البلاد. وفي عام 1979، صدر كتاب “تراثنا من الشعر الشعبي” للمرحوم خليفة بوشهاب، والذي قدم فيه سيرة ذاتية لأكثر من 150 شاعراً، مع بيان أصولهم وإماراتهم.

وأضاف المعمري أن الأدب شهد تطوراً نوعياً بعد الألفية، حيث ظهرت السير الذاتية المتخصصة، مثل كتاب «أحلى الكلمات في ذاكرة الحفظ» للدكتور. حماد الخاطري، وكتاب «خمسون شاعراً» للدكتور. سلطان العميمي، الذي يشير إلى أن المجموعات الشعرية أصبحت مصدرا غنيا للترجمات، مثل كتاب “رسائل الجيل الأول” للدكتور. عبد الله الطابور الذي تناول السير الشاملة لمجموعة من المفكرين. الصحفيين وأمناء المكتبات.

كما تطرق فهد المعمري إلى السير الذاتية الفنية، مثل كتاب «رسائل وموسيقى» لعلي العبدان في ثلاثة مجلدات، والذي وثق الحركة الفنية في الإمارات منذ نشأتها وحتى التسعينيات، بالإضافة إلى حديثه عن الشخصية السير الذاتية التي تتناول سيرة شاعر أو فنان معين، مثل كتاب “حياته وقراءة في أشعاره” للدكتور . سلطان العميمي و”صور من الإمارات”. سلسلة يضم كل كتاب منها سيرة شخصية بارزة، مثل كتاب “حمد خليفة بوشهب” للكاتب محمد نور. دِين.

وأضاف أن السير الذاتية تتضمن أيضاً الأمثال، والتي تسلط الضوء على الشخصيات المرتبطة بالأمثال، حتى لو كانت بعيدة في التاريخ أو غير مشهورة. كما يساهم الشعر في تسليط الضوء على أسماء الشخصيات التي قد تكون مجهولة، إذ تثير الإشارات إليها في القصائد فضول الباحثين لاستكشاف تاريخهم، ولولا ذكرهم في الشعر، لم يكن لأسمائهم نور ولم يأتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top