صدر حديثًا.. "شغف أزرق" ديوان يضم قصائد من الذكريات والحنين

صدرت مؤخراً ديوان شعري بعنوان “الشغف الأزرق” للشيخة أفراح مبارك الصباح، أطلقته في أمسية شعرية، ضمن معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، عن عمق معانيه وتجربتها الإبداعية ودور الشعر في التعبير عن الذات والاستكشاف.

وخلال الأمسية التي أدارتها الشاعرة نجاة الظاهري، قدمت الشيخة عفراء قراءة معمقة لعشرين قصيدة جمعتها في ديوانها، والتي تقول إنها محطة مهمة في مسيرتها الشعرية، وأشارت إلى أن القصائد مستوحاة من مزيج من الذكريات والمشاعر، وهو ما يعكسه اللون الأزرق وتنوع أمزجته، لتحكي قصص الفقد والشوق والحب من وجهة نظرها الخاصة.

وأوضحت الشيخة عفراء أن مظهرها الشعري مرتبط برغبتها في تقديم أعمال تليق بتاريخ عائلتها وثقافتها، قائلة: «كان مجلدي الأول «نحيب صمت غير مسموع» أشبه بالمذكرات، أما مجلدي الثاني فهو عبارة عن مذكرات». “”بوكس”” كان أكثر نضجا إلى حد ما ولأنني أسعى دائما إلى المثالية في الكتابة وأرغب في أن يكون شعري انعكاسا لشخصيتي وتراث عائلتي، كان وشددت على أن “العاطفة الزرقاء” ضرورية لتحقيق ذلك. وأن الشعر يساعدها على صقل هويتها الإبداعية، وأن توقيت ظهورها لم يتأخر، بل جاء في الوقت الذي كان من المفترض أن يأتي فيه.

وأضافت: “عاطفة زرقاء تحمل لمسات حنين وعودة إلى الماضي. الشاعر تجذبه الذكريات. أستوحي شعري من البحر، وأغلب قصائدي أكتبها وأمامها كانت. هذا اللون الأزرق يحمل مشاعر متضاربة مثل الحب والخسارة والعاطفة.” وتابعت في وصف النافذة التي ظهرت على غلاف المجموعة قائلة: “النافذة رمز للأشياء والقصص التي تقف وراءها، وأجد في كل مشهد طبيعي قصة تلهم قصائدي”.

قرأت الشيخة أفراح من قصيدة “العاطفة الزرقاء” وهي عنوان ديوانها الجديد، والتي تعبر فيها عن صراع داخلي بين الحنين والذكريات المؤلمة، حيث تتجدد مشاعر الفقد وخيبة الأمل مع مرور الزمن، والتي فيها يقول:

هذا الحنين يجعلك تتأرجح

بين غربة الحب والأبوة المزعومة

الرسائل في السماء لا تأتي، لا تأتي

الحنين يعقد صفقة مع نفسه

تتجدد في كل مرة تمر بي ذكرى مؤسفة

ليس هناك مفر من البتر

المنافي والأغاني تتصدع الأوطان!

الشعر ملاذ للألم والتعبير

وعن مكانة الشعر في حياتها قالت الشيخة عفراء: “الشاعر يعيش كل الأدوار ويتنقل بين الألوان، والشعر أداة للتعبير عن الذات الأنثوية وكل مشاعر المرأة. إنه يمنحني الفرصة للتعبير عن الخسارة والحنين والتحديات”. وأضافت أن الشاعر يعيش دور كل الشخصيات ويستمد منها الطبيعة والألوان، وتتجدد المشاعر مع مرور الأيام.

ولم يقتصر حديثها على الشعر. وبدلاً من ذلك، ربطت الشيخة أفراح بين الشعر والموسيقى، مما أبرز شغفها بالعزف منذ الطفولة. وأخيراً توصلنا إلى وصف الشعر بأنه وسيلة لحماية النفس من جنون الحياة.

كما تطرقت الشيخة أفراح إلى مكانة الشاعر العربي في المهد الأدبي وقالت: “لقد برزت الشاعرة العربية بقوة ونجاح على مسرح الأدب العربي، إذ لم يصبح حضورها جميلاً ومهيمناً فحسب، بل مؤثراً وملهماً”. في مختلف الأجناس الأدبية، خاصة الرواية التي حققت فيها الكاتبات العربيات نجاحا ملحوظا وتصدرت كتبهن قائمة الكتب الأكثر مبيعا، وأكدت أن انحيازها ضد المرأة ينبع من تقديرها لها. الموروثات المتعددة التي تحملها المرأة على أكتافها، وإصرارها على فرض حضورها على الساحة الأدبية، حتى في البيئات التي أعاقتها في الماضي وأجبرتها على الكتابة تحت أسماء مستعارة.

واختتمت الشيخة أفراح الصباح الأمسية بقراءة نص من قصيدة “في حضرة المتاهة العمياء” التي كانت مليئة بالتأمل العميق والأفكار حول الزمن والروح حيث تقول:

في القفار…

يعيش وحيدا

والوحدة هي عصاه

فقط الرياح شديدة …

والمرأة التي ماتت بالحلم تنهي اليوم الحار بالندم

هي هي…

كان السؤال محتاراً في إجابته

هي واحدة

الشك مرتبط باسمها

واختلط الخطر بنعاس قسوتها

ضاعت الفكرة في الظلام الأعمى

ظل الظل يبحث عن جسد فارغ

في حضرة المتاهة العمياء

الجميع ينتظر صوت السقوط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top